العودة   منتديات بنات دوت كوم > ♦ خارجَ التغطيۃ ! > الأرشيف > سجن بنات دوت كوم
◊ - الـقـوانـيـن - مواضيع لم يرد عليها ◊ مركز تحميل بنات ~ قالوا عنّا ~ سجل الزوار ~ أعلني معنا !

سجن بنات دوت كوم هنا نقيّد المواضيع المنقولة بالاغلال،، ونحتجزها في سجننا الى الأبد (يفرّغ دورياً)

 
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2007, 01:01 PM
جبارة الخواطر جبارة الخواطر غير متصلة
بنوتة مبتدئة
صاحبة الموضوع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: morocco
المشاركات: 27
قوة التقييم: 0
جبارة الخواطر is on a distinguished road
المشاهدات: 935 | التعليقات: 7 ××حصاد ماضي×× رواية رسالية دعوية تشويقية رومانسية


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كيف حالكم أخواتي حبيباتي؟ خيرا إن شاء الله...
أتشرف أن أضع بين أيديكم رواية من بين أفضل الروايات التي قرأتها و التي تجمع بين الأكشن ، الهدف الدعوي الرسالي ، و الرومانسية الفياضة...
و للأمانة فهي للكاتبة العظيمة ×نوبيان× عن منتدى عمرو خالد
وسأقوم بنشرها على حلقات .... فتابعوها معي
وأرجوا ان تكون فيها افادة للجميع

والان نترككم مع الرواية:


حصــاد ماضــــي

× مقدمـــــة المؤلفة ×


أردت أن أضع بين أيديكم هذه الرواية التي قد تكون حدثت على أرض الواقع أو لا ولكن ما أنا واثقه منه أن جزء منها حدث فعلاً على أرض الواقع رأته عيناي وسمعته أذناي.


ولم يكن حدث عادي وإنما درس ورساله للجميع لنعرف أن ما حرم الله شيء إلا لهدف وما أحل شيء إلا لهدف ولكن نحن البشر فاقدوا البصيرة لا نرى إلا تحت أقدامنا وقلما الذي ينظر لغدٍ بعيد أو مستقبلٍ قريب.

فأرجوا أن تكون كلماتي هذه إنذار لكل من فكر في نفسه دون غيره ولكل من أحل ما حرم الله ولكل من مال لهواه متناسياً أن الخطأ لا يتبعه إلا خطأ أكبر منه.




OOpwh] lhqdOO v,hdm vshgdm ]u,dm ja,drdm v,lhksdm

الموضوع الأصلي : ××حصاد ماضي×× رواية رسالية دعوية تشويقية رومانسية || القسم : سجن بنات دوت كوم || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : جبارة الخواطر


عدد زوار مواضيعى Website counter

 


  #ADS
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
 
 
 
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
 

:: إعلانات :: is online  
قديم منذ /25-08-2007, 01:06 PM   #2

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 573
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي الحلقة الأولى

"الأن تعترفي بذنبك.... أسف يا من كنت حُلمي...


الأن عرفتي قيمتي.... فات الوقت.. وأخذت العهد...يجب أن تندمي



نعم ستندمين...

لا تتصوري أني سأنتقم.. ولكني أعرف أن الله معي لهذا ستندمين..

لم أخطيء يوماً في حقك...

عاماً كاملاً عشت معكِ... فهل كنت لك إلا زوجاً مخلصاً.. وأباً حنوناً.. وأخاً كريماً..

وبعد ذلك كله تطعنيني في كرامتي.... والأن تريدين العوده...

أسف ... سأتعلم كيف أنساكِ... وستعود لي ثقتي بنفسي..

بدونك..نعم بدونك..سأعيش وأنجح...

أعلم أن حبي الكبير لك لم يخفى عليك ولكن اعلمي أيضا بسبب هذا الحب الذي أسأتي إليه لن أعود..

أبعد أن عشت في حلمٍ نسجته بخيالي فلم تستطيعي إلا أن توقظيني منه على كابوسٍ بشع فأعرف لأول مرة أنني قد أخدع بسهولة ولا أقدر على قراءة مشاعر الآخرين حتى المرأه التي عشت معها في بيتٍ واحد.

والأن تريديني أن أعود....

لم أتصورك بهذه الأنانية... أحقً تريديني أم تريدي أن تداوي كرامتك المجروحة ؟!

سبحان الله... كلانا عاش وهم .... والنتيحة.... وحدنا تألمنا دون غيرنا.

أسف.... لن استطيع أن أقدم لك شيء...فبفضلك...فقدت كل المشاعر الطيبة التي يمكنني أن أقدمها..

وإذا كان قلبي أصبح محطماً.... فسأعيش به هكذا إلى أن يشاء الله لي مخرجا..

وفي النهايه.. وحدك ستندمين."



ياسين

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
- إلى متى ستستمرين في قراءة هذه الرساله؟!
أجابت بعينان دامعتان وصوتٍ حزين:
- يجب أن أقرأها واستمر في قراءتها .
- أنت تؤلمين نفسكِ بلا داع.
نظرت لها قائلة بحزنٍ عميق:
- أنتِ يا هدى تقولين ذلك.. وأنتِ على علم بكل شيء.
ربتت هدى على كتفها مواسية:
- لكن يا رجاء هذا كان منذ زمنٍ بعيد... كم أنا مندهشه كونك مصرة على تذكير نفسك بهذا الأمر.
اتجهت رجاء إلى النافذه ناظرة للسماء:
- يجب أن أذكر وأن أتألم ..عسى الله يغفر لي عندما ألقاه.
- أنا أظن أن الله غفر لكِ منذ زمن... ألم يعينك على تربية ابنك كما تريدين؟!
تنهدت رجاء بحرارة:
- الحمد لله ، هذا هو عزائي الوحيد.
لوحت هدى بكفيها ضاحكة:
- ما هذا الحزن الذي أنتِ فيه؟! نحن في انتظار خبر هام وسعيد إن شاء الله
التفتت إليها رجاء:
- أنا مطمئنة له... وأعلم أنه سيحصل على هذه البعثة إن شاء الله.. ولكني أتمنى أن يذهب هناك...حيث..
لم تكمل جملتها بل أطبقت شفتيها وعينيها لتمنع عبرة أرادت الإنحدار على وجنتها.
كم كانت تشعر هدى بالألم لصديقتها كم مر من سنين ولم تنسى رغم أن رجاء منعت أي حديث عن الماضي خاصة مع ابنها.
- أمااااااااااه... أين أنتِ؟!
تهلهلت أسارير هدى :
- عمير........ لقد عاد.
أسرعت هدى وخلفها رجاء ليستقبلوا شاب في منتصف العشرينات هاديء الملامح تغمر وجهه سعادة لا نظير لها ما أن رأى هدى حتى فتح ذراعيه لها ليضمها إلى صدره:
- أمي هدى .... أنتِ هنا ..رائع، كم أحب أن تعلمي الاخبار السعيدة مع أمي في وقتٍ واحد.
ربتت هدى على ظهره قائلة في حنان:
- وكم يسعدني أن أراك سعيداً.
منحها أرق وأعذب ابتسامه ثم نظر لأمه واقترب منها مبتسماً:
- أماه... الحمد لله يا أماه، لقد تم ترشيحي لبعثة للدراسه في الخارج.
ابتسمت رجاء وضمته إلى صدرها في حنان قائلة:
- حمدا لله يا ولدي... كانت ثقتي بالله كبيرة... أنت تستحقها.
رفعت عيناها إليه:
- ولكن... قل لي... أعرفت البلد التي ستذهب إليها؟!
إعتدل عمير ناظراً إلى الارض قائلاً بتردد:
- نعم ... عرفت، ... إنجلترا.
ضاقت عينا رجاء مردده:
- إنجلترا... كنت أظن...
نظر لها عمير بعينان يشوبها حزناً غامضاً:
- بالفعل كانت هناك بعثة للولايات المتحدة ولكن نالها زميل آخر.
قالت هدى وهي تخطوا إليهما:
- وما المشكلة؟!.. المهم أن تتعلم ما ينفعك وينفع دينك ووطنك.
ظل عمير يحدق بوجه أمه التي رمقت هدى بنظرة سريعة ثم عادت تنظر لابنها ومسحت خده بكفها مبتسمة:
- هذا صحيح... المهم أن تتعلم ما ينفعك وينفع دينك ووطنك.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- أبي عاطف.. أبي عاطف... أنا هنا.
التفت عاطف للصوت فرأى عمير وسط زحام المصلين المغادرين للمسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة ابتسم لمرآه ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته ليحل محلها نظرة عتاب حتى وصل إليه عمير الذى طأطأ رأسه خجلا:
- لقد حاولت أن ألحق بك... ولكني تعطلت في الصباح بعض الشيء وعندما ذهبت إلى المنزل أخبرتني نيرة أنك غادرت إلى المسجد ... أسف ... حقاً أنا أسف.. ولقد حاولت أن آتي إليك في الصف الاول ولكن لا يحق لي تخطي الرقاب.
ظل عاطف يحدق بوجهه وقال بنبرة حزينه:
- إنها آخر جمعة.. كنا سنصليها معاً.
- أعلم... أرجوك أبي سامحني.
- لا بأس ..... هيا بنا أعتقد أن الجميع في انتظارنا.... لقد أعدت لك هدى وليمة كبيرة بمناسبة سفرك أنت ورجاء ولكم يحزننا أن تفارقونا كلاكما هكذا.
- نفس ما يحزنني يا أبي.... فلكم سأفتقدكم جميعا ، لقد كنتم نعم العون لي ... عائلة لم أتمنى أفضل منها.
- بل أنا الذي كافئني الله بك.... فلم يرزقني الله إلا بالبنات فكنت أنت ابني الذي لم أنجب.
- وأنا مدين لك بالكثير يا أبي ... فلقد كنت نعم الاب لي .... حتى إنني لم أهتم بالبحث عن أبي الحقيقي لأني لم أشعر بالحرمان منه أبداً.
جفلت عينا عاطف وشخص ببصره بعيداً وكأنه يخشى النظر لوجه عمير الذي لم يفاجأ بهذا التصرف فهذا ما يفعله الجميع حين يذكر أبيه ، أمه وأمه هدى وأبيه عاطف.... لكن هذا الامر لم يعد يؤثر فيه كثيراً صحيح أنه في الماضي كان يضايقه كثيراً لكن سرعان ما اعتاد الأمر خاصة أن أمه كانت تبكي كلما ذكر أبيه وهو كان يكره أن يرى دموعها .
- وصلنا.... يا فتى.
أخرجه صوت عاطف من بحر أفكاره فنظر له مبتسماً ليصعدا إلى المنزل الذى كان يقضي فيه معظم وقته.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جلس عمير أمام صبيه تصغره ببضع سنوات تعبث بأصابعها وارتسم على وجهها الكثير من الحزن فقال في صوتٍ رقيقٍ:
- لا أحب أن أراكِ حزينه يا نيرة.
رفعت عيناها إليه فرآها تتلألأ بالدموع:
- لا تتركنا يا أخي أرجوك.. ابق معنا.
- تعلمين يا نيرة أني ما كنت سأغادر البلاد لولا أن لهذا فائده لي ولمن حولي.
- لكنك لن تعود.
عقد حاجبيه قائلاً:
- من قال هذا... سأعود إن شاء الله.
- الكثير يغادر البلاد ليتعلم في الخارج ولا يعود.
ابتسم هامساً:
- أعدك أن أعود.
رمقته بنظرة شك فاتسعت ابتسامته:
- هل سبق أن وعدتك بشيء ولم أفِ به؟
هزت رأسها نفياً فأردف قائلاً:
- إذاً لا تقلقي.... سأعود فور انتهاء الدراسه.
لوحت بكفيها متذمرة:
- وستأخذ معك أيضاً خالتي رجاء.
- كنت أتمنى أن أأخذكم جميعا معي ولكني لا استطيع، كما أنني لا يمكنني أن أفارق أمي أبداً.
قامت نيرة ووجهت لكمه لكتفه قائلة:
- ولكن يمكنك أن تفارقنا نحن..صحيح؟!!
- نيرة أنتِ تعلمين أن علاقتي بكم ليس بها ما يحرجني فأنا أخيكم بالرضاعة ووجودي معكم لا حرج فيه والوضع يختلف مع أمي بسبب أبي عاطف وإذا تركتها هنا ستقضي الكثير من الوقت وحدها كما أن حالتنا المادية تسمح لنا بالسفر وبالتالي لا مشكلة.
" أنتما... هيا الطعام جاهز ".
- كم سأفتقد صراخ نبيلة.
ردد عمير ضاحكاً ثم وقف قائلاً:
- سأسبقك إلى مائدة الطعام.
وانطلق وهي خلفه ضاحكين.

يتبع




 

 
قديم منذ /25-08-2007, 01:10 PM   #3

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 573
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي الحلقة الثانية

وفي انجلترا

ألقى بحقيبته السوداء على الأريكة وتبعها بجسده وهو ينفخ في ضيق فنظرت له أمه قائلة:
- لا تنفخ هكذا..... ما الذي يضايقك؟!
نظر لها عمير مجيباً:
- وما الذي تتصوري أنه يضايقني.
- دكتور جوزيف مرة آخرى!!
- نعم هو.... أكاد أجن لما يكرهني هكذا؟!!
ابتسمت رجاء :
- ألم تقل أنه مسلم؟!
وقف عمير مردداً:
- بلى، لقد عرفت ذلك منذ أن رأيت نسخة القرءان الكريم العربيه على مكتبه كما إنني عرفت أنه من أصل عربي ولكنه يعامل العرب والمسلمين بطريقة غريبه.
- ليس من المفروض أن تحكم عليه ، فأنت لم تبدأ معه إلا منذ أيام قليلة، كما أنك قلت أن طلباته الكثيرة من أبحاث وتقارير تفيدك.
- هذا صحيح.
وقفت لتتجه للمطبخ :
- عليك أن تحاول أن تصبح أفضل مما يتصور.
تركته لإعداد الطعام بينما ردد هامساً:
- لا أعتقد ذلك سيكون سهلاً.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلس عمير أمام مكتب دكتور جوزيف الذي كان يطالع أخر بحث كلفه به ، كان كل ما يفكر به هو كم العيوب التي سيخرجها من بحثه فلم يحدث أن أعجب دكتور جوزيف بأي من أبحاثه ، والمشكلة الحقيقة هي طريقة حديث دكتور جوزيف والتي لم تكن تعجب عمير على الاطلاق.
رفع جوزيف رأسه ليرمق عميرة بنظرة طويلة ثم قال في ضجر:
- أعتقد أنني كنت أقول على أبحاثك السابقة جيده ولكني لا أريد إلا الممتاز ، فإذا بك تأتي لي بهذا البحث الذي لا يستحق سوى مقبول.
عقد عمير حاجبيه:
- مقبول.. لماذا البحث متكامل.. ولا..
قاطعه جوزيف صائحاً:
- أأنت الذي ستعلمني كيف أحكم على ما هو أمامي؟!!... اسمعني جيداً يا هذا ... ما قدمته لي الأن يستطيع أن يقدمه لي أي طالب في السنة الأولى عندي وليس أحد الدارسين للحصول على درجة الماجستير.
وقف ليلقي بالبحث أمام عمير مستطرداً:
- البحث المتكامل الذي تتحدث عنه يختلف كثيراً عن هذا، وإن كنت تتحدث عن عناصر بحثك ..فالجواب نعم هي متكامله لكن كأي بحث لأي شخص لا يملك عقلاً ليفكر به أو يبتكر ويبدع... أنا لا أرى شخصيتك في هذا البحث لا أرى سوى معلومات وحقائق منقولة ولكن مرتبه بشكل جيد...... أين الإبداع في هذا؟!!
وقف عمير يلتقط بحثه في ضيق واستدار ليغادر المكان وقبل أن يفتح الباب استوقفه صوت جوزيف:
- سيد ياسين...
التفت إليه بوجهٍ متجهم فأردف قائلاً:
- عليك أن تعلم أنك تدرس في مكان مختلف، وأنا لن أفعل كما كان يفعل اساتذتك وأقف مبهوراً بما تقدمه لي وألهب يدي بالتصفيق لك، أنت في دوله متقدمة وليس في دوله من دول العالم الثالث.
لم يعلق عمير بل ظل يحدق في وجهه فأشار له بالخروج مكملاً:
- يمكنك الانصراف.
خرج عمير وهو يكاد ينفجر من الغيظ والضيق وأخذ يردد:
- حسناً دكتور جوزيف ..ستعلم أني جدير بوجودي في هذا العالم المتقدم.... يا إلهي لا أعرف لما يعاملني هكذا وكأنه يكرهني...... ولكنه لا يعرفني ليكرهني.
- هذا صحيح.
تسلل هذا الجواب إلى أذنه فاستدار مندهشاً ليرى محدثه فوقعت عيناه على فتاه شابه، ملامحها غربية تماماً مما يؤكد أنها ليست عربيه وسبب دهشته أن كلماته السابقة قالها بلغة عربيه صريحة والاكثر دهشة أنها أجابته بلغة عربيه صحيحة تماماً باستثناء اللكنه الانجليزية التي ألقت بظلالها على كلاماتها القصيرة. وإن لم تستمر دهشته طويلاً فقد قلت برؤيته للحجاب الذي على رأسها.
وقفت تنظر له بابتسامة هادئة على شفتيها قائلة:
- يفضل أن أقدم نفسي أولاً... آنسة يوسف.... ريم يوسف، طالبة بالسنة الثانية بكلية الهندسة وأدرس تحديداً الهندسة الالكترونيه..... أما أنت فاسمح لي أن أخمن دارس في كلية العلوم وتحضر للماجستير وبما أنك خارج من مكتب دكتور جوزيف فأنت بالتأكيد تخصصك في علوم النواه والذرة صحيح؟!!
أومأ عمير برأسه بابتسامة على شفتيه ومازالت معالم الدهشة على وجهه فابتسمت ريم قائلة:
- لن استطيع أن أخمن اسمك بالتأكيد.
- اسمي ..نعم... عمير ياسين.
- مرحبا بك سيد ياسين
لم يجيبها بل ظل يحدق في وجهها وقد أثارت جراءتها دهشته فهي تتحدث وكأنها تعرفه فاتسعت ابتسامتها أكثر وكأنها قرأت ما يدور برأسه فقالت:
- أرجو المعذرة ..لم أكن أقصد أن أقتحم حديثك مع نفسك.... ولكني ما أن أسمع اللغة العربية حتى أرهف سمعي لها من شدة حبي لها واشتياقي لسماعها.
- لا بأس ..لم يحدث شيء.
- أتحب أن تلتقي بكل الطلبة العرب والمسلمون هنا؟!
اومأ برأسه دون أن يقل شيء، فأردفت:
- حسناً... نحن جميعاً سنلتقي اليوم بعد الساعة الخامسة في الساحة الخلفية يسعدنا أن تنضم إلينا وستلتقي بكثير ممن عملوا مع دكتور جوزيف وسيساعدونك كثيراً..... سعدت بلقاءك.... السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله.
رد التحية وتابعها حتى اختفت من أمامه، هز رأسه ليغادر المكان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ما أن جاءت الساعة الخامسة حتى أسرع للساحة الخلفية فوجد هناك العديد من التجمعات ولم يكن صعب عليه أن يجد التجمع الخاص بالمسلمين حيث رأى مجموعة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة من فتيان وفتيات اقترب منهم وما أن رأته ريم حتى قالت:
- فليرحب الجميع بأخينا الجديد..... الاخ عمير.
أخذ الجميع يرحب به وتبادلا كلمات الترحيب والتعارف فوجد منهم من هو عربي الجنسية ومن هو غربي الجنسية لكن السمة المشتركة بينهم أنهم جميعاً مسلمون وكانت هذه هي المرة الاولى التي يرى فيها هذا الكم من مسلمي الغرب إلا أنه لم يستطيع أن يستسيغ هذا الاختلاط الصريح بينهم، بالرغم من أن الشباب يجلسون في جهه والفتيات في الجهة المقابلة.
قدم له أحد الشباب طبق به طعام قائلاً في مرح:
- تفضل يا أخ عمير .... فاليوم هو يوم الطعام المنزلي الجيد حيث تأتي الفتيات به من منازلهن ليكون اليوم الوحيد في الاسبوع الذي يرحمنا الله فيه من المعلبات.
قالت إحدى الفتيات:
- نعم ... ولكنكم لا تقدمون لنا شيء أبداً.
ضحك شابٍ آخر قائلاً:
- كيف تقولين هذا نحن نقدم لكن الحماية... فلا يوجد أحد هنا يجرأ أن يتعرض لأيكن بسوء وإلا لقناه درساً لن ينساه.
تعالت ضحكات الشباب لتأييد هذا القول ثم انشغلوا جميعاً بالطعام أما عمير فقد كان يراقب الجميع.ثم نظر إلى حيث توجد ريم وأراد أن يسألها عمن من الشباب قد يساعده في التعامل مع دكتور جوزيف فهذا هو شغله الشاغل وربما شعرت ريم بذلك فاقتربت منه قائلة:
- ماذا بك؟!
- لا شيء ، قلتي أن من هؤلاء من تعامل مع دكتور جوزيف فهلا رشحتي لي أحد أتحدث معه؟!
- من الفتيان أم من الفتيات؟!!
عقد عمير حاجبيه قائلاً:
- من الفتيان طبعاً ...ما الداعي لهذا السؤال الغريب؟!
- لا تغضب ....لا تغضب ، كنت أمزح...
ثم أشارت إلى شاب يجلس بعيداً قليلاً عن تجمعهم :
- هذا جاسر ..لقد قدم نفسه إليك.
- نعم أذكر... من فلسطين.. صحيح؟
- نعم صحيح... هو شاب هاديء كما ترى وأحدث من تعامل مع دكتور جوزيف فقد كان تلميذه العام الماضي ، فهو يدرس بكلية العلوم أيضاً ولكنه يصغرك بعض الشيء فهو مازال في السنة الثانية واستطاع أن يتفوق على الجميع السنة الماضية وحصل على أفضل التقديرات خاصة في مادة الفيزياء التي يُدرسها دكتور جوزيف.
عادت إلى الفتيات فحمل طبقه واتجه إلى حيث يجلس هذا الشاب الذي ما أن شعر به حتى ابتسم له فبادله عمير الابتسامه قائلاً:
- هل تسمح لي بالجلوس معك؟!
- بالتأكيد هذا يسعدني.
جلس بجانبه قائلاً:
- قلت اسمك جاسر صحيح؟!
أومأ جاسر برأسه إيجاباً وقال:
- وأنت عمير.
ضحك عمير قائلاً:
- نعم هذا صحيح.... هل تسمح لي بسؤال؟!
- تفضل.
- هل أنت مغترب أم تعيش هنا؟!
- وما الفارق الذي قد يصنعه شيئاً كهذا؟
- أنا فقط أتبادل معك الحوار.
- لا لست مغترب أنا أعيش هنا منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري.
- حقاً وما الذي دفع والديك للهجرة إلى هنا؟
لم يتوقع عمير أن تكن هذه الكلمة لها هذا التأثير على جاسر فقط ارتسم على وجهه معالم الحزن الشديد مما أربك عمير :
- أسف... يبدو أنني خضت فيما ليس لي.
لم يعلق جاسر فقال عمير ليغير دفة الحديث:
- علمت أنك طالب بكلية العلوم..فماذا تدرس يا ترى؟!
صمت جاسر قليلاً ثم قال:
- علم الجولوجيا.
- مممم... علم الأرض... ولما اخترت هذا التخصص بالذات؟
صمت جاسر قليلا ثم قال بصوتٍ عميق:
- أنا من الناس الذين عرفوا معنى الأرض معنوياً ..... وأحببت أن أعرف قيمتها مادياً، فالأرض ليست مجرد طريق مستو نمشي عليه.. بل هي تعني الكثير ولكن للأسف... القليل يعرف ذلك.
ظل عمير ينظر إلى وجهه وشعر بكم الحزن الواضح من صوته إلا أنه لم يرد أن يخوض في ذلك فلقد شعر أن جاسر يريد الاحتفاظ بذلك لنفسه فقال:
- معك حق... أنت تعرف دكتور جوزيف إذاً.
ابتسم جاسر قائلاً في امتنان:
- بالتأكيد أعرفه... إنه لمن دواعي سروري أني كنت تلميذه فلقد تعلمت منه الكثير.
قال عمير مندهشاً:
- حقاً... غريب!!
- وما الغريب في ذلك؟!
- أنا أعاني منه كثيراً.
ضحك جاسر قائلاً:
- لأنك في البداية فقط .. أنا أيضا عانيت وتصورت أنه يكرهني رغم أنه مسلم من أصل عربي.
- هذا صحيح....هذا ما أردده أنا أيضاً.
تطلع إليه جاسر مبتسماً :
- لا تقلق سرعان ما تعرف أن كل هذا لمصلحتك وأن حرص دكتور جوزيف عليك لا مثيل له.
- كيف... إنه لا يعجب بأي شيء أفعله وكثيراً يردد أنه لا يقبل بأقل من ممتاز.
- هذا صحيح هو لا يقبل بأقل من ممتاز.
- ماذا يمكنني أن أفعل إذاً؟!
- كل ما عليك هو أن تفهم منطق دكتور جوزيف.
- ساعدني بالله عليك.
- دكتور جوزيف يكره أن يرى شخص مسلم غير متفوق.
ضاقت عين عميروأنصت لجاسر الذي قال:
- أنا مثلا عندما إلتقيت به كنت مهمل في دراستي بعض الشيء وشعر هو بذلك فبدأ يضايقني كثيراً بطلبات وأبحاث دون غيري من الزملاء وعندما نظرت حولي وجدت أنني المسلم الوحيد مما زاد حيرتي.. لمَ يفعل هذا معي؟! فتجرأت وذهبت إلى مكتبه لأسأله.
اتسعت عينا عمير قائلاً:
- تسأله.... عن ماذا؟!
- لمَ يسيء معاملتي؟!
- وماذا قال؟
إلتزم جاسر الصمت وهو يعود بذاكرته فهزه عمير قائلاً بترقب:
- ماذا قال؟!!
ابتسم جاسر قائلاً:
- جعلني لأول مرة أرى الامور بصورة مختلفه مما جعلني والحمد لله من المتفوقين.
- أكمل.
قالها عمير في لهفة، فأكمل جاسر:
- عندما دخلت له لأسأله نظر لي قليلاً ثم قال: أأنت مسلم؟!
قلت: بلى.
قال: ما هوهدفك في الحياة؟
لم أجب فمط شفتيه وقال: لا يمكن أن تجيب... تستيقظ كل يوم من نومك بلا هدف.
إلتزمت الصمت فقال: أتعلم أنك تدرس في دوله نسبة المسلمين فيها لا تتعدى ۸ر۲ بالمائة؟، وإن في هذه الدولة من يرى أن المسلمين لا يصلحوا لعمل أي شيء وأي نابغ فيهم ما هو إلا طفرة لن تتكرر؟، ألم تعلم أن المسلمون من الواجب عليهم أن يكونوا أفضل ممن حولهم من أصحاب الديانات الأخرى؟.... وإذا كنت تعلم كل هذا ومع ذلك لا هدف لك فبالتأكيد هناك خطأ كبير وأن لا أحب الاخطاء وإذا كنت لا تعلم فسأعلمك ... فلا يوجد طالب مسلم يدرس تحت إشرافي ولا يكون الافضل.. وعندما أقول الافضل أقصد ألا يكون هناك من هو أفضل منه... أتفهم؟
ظللت أحدق في وجهه لحظات ولأول مرة أراه بشكل مختلف... رأيته أب يقسوا على أولاده ليكونوا الافضل أو أستاذ يؤنب طلابه ليكونوا الاحسن.. ومنذ ذلك الحين قررت أن أكون الافضل... وأنت أيضاً إذا استوعبت هذا المنطق ستكون الافضل... ومهما قسى عليك دكتور جوزيف ستتقبل ذلك بصدرٍ رحب.
أنهى جاسر كلماته التي استمع لها عمير جيداً فردد:
- ولما القسوة لما ليس أسلوب آخر؟!
- بعد الذي سمعته منه لم أهتم بإلقاء هذا السؤال رغم أنه طرق ذهني.
ابتسم عمير قائلاً:
- على كل حال أشكرك كثيراً، فلقد أفادني الحوار معك كثيراً.... ويسعدني أن نلتقي ثانية.
- مادمت ستأتي هنا كل أسبوع مثلما يفعل الجميع ...إن شاء الله سنلتقي ثانية.

يتبع




 

 
قديم منذ /25-08-2007, 01:14 PM   #4

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 573
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أنتظر ردودكن حبيباتي و تعليقكن على الرواية كما و أود أن أشير أني سأعمل بنظام تنزيل حلفتين كل يوم طبعا إن كان عدد الردود كما أود و أتمنى.
أختكم في الله: جبارة الخواطر.





 

 
قديم منذ /27-08-2007, 06:37 PM   #5

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 573
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

f45 الحلقة الثالثة

سار في خطوات سريعه متجهاً للمبنى الذي به مكتب دكتور جوزيف، كانت ملامح السعادة مرسومة على وجهه ممزوجه بنظرة ثقه قوية فها هو يحمل هذه مرة بحث تناوله باسلوب جديد وبالتأكيد سيبهر دكتور جوزيف، إلا أن هذه الملامح تغيرت وعقد حاجبيه متطلعاً لريم التي كانت تقف عند بوابة المبنى تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيءٍ ما:
- هذه الفتاة مرة آخرى..... لا أعرف ما الذي يصيبني كلما رأيتها..من الافضل ألا أتحدث إليها سأمر وكأني لم أراها.
صحيح أنه التقى بها كثيراً خلال التجمعات الاسبوعية إلا أنه لم يكن يحاول أن يتبادل معها الحوار كثيراً بعكسها هي فكانت كثيراً تتحدث إليه وكم كان يحاول الهرب من أحاديثها ولكن المشكلة أن كلامها كان دائماً مفيد فرغم أنها تدرس الهندسة إلا أنها تعرف الكثير عن العلوم خاصة التخصص الذي يدرسه هو مما كان يجبره على الاستمرار في الانصات لها ورويدا رويدا أصبح الامر أكبر من مجرد استفادة بل بات يميل لها فعلياً وهنا دق جرس إنذاره الشخصي ووجد أنه لابد وأن يتوقف وإلا سيفتح للشيطان باباً يصعب إغلاقه.
كان يسير في طريقه بخطوات سريعة واسعة إلا أنه توقف وارتد للوراء صائحاً:
- ما هذا؟!!
لقد قطعت ريم طريقه فجأة حتى أنه كاد أن يصطدم بها ، قالت:
- لما تسير بهذه السرعة؟!! ألم تراني ؟! كنت أبحث عنك.
حدق عمير في وجهها للحظه ثم قال في حنق:
- كيف تعترضين طريقي بهذا الشكل ؟! لقد كدت أرتطم بك و...
- لم يحدث شيء ...لم يحدث شيء، المهم تجمعنا سيكون اليوم وليس الغد.
هدأ عمير من روع نفسه قائلاً:
- لماذا؟!
- لأننا سنذهب إلى المركز الاسلامي حيث سيعلن اليوم اثنان من رفاقنا إسلامهم.
- حقاً!!
- نعم... والمراسم ستكون اليوم ويجب أن نكون معهم ..أتحب أن تأتي؟!
- بالتأكيد.
- حسناً... لقاءنا اليوم ..لا تتأخر.
- إن شاء الله لن أتأخر.
التفتت لتغادر المكان وعاد هو لطريقه إلا أنها أوقفته قائلة:
- عمير.... أعلم أنك رأيتني ومع ذلك أردت أن تتخطاني... ولكني لا أعلم السبب... ولا أريد أن أعلم.
وقبل حتى أن يفتح شفتيه غادرت بسرعه، مط عمير شفتيه وعاد إلى طريقه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
- هذا مستواه جيد.
قالها جوزيف في هدوء بعد أن طالع البحث المقدم من عمير الذي عقد حاجبيه مردداً:
- جيد.
رفع جوزيف عينيه قائلاً بنبرة باردة:
- نعم.... ماذا تريدني أن أقول.... أخبرتك ألا تتوقع الكثير، فأنت غادرت دولتك فلتعي ذلك.
أخذ عمير نفساً عميقاً ليتماسك قبل أن يقول بنبرة لم تبدو هادئه:
-أعلم جيداً أين أنا يا دكتور.... فلا داعي للتذكير طوال الوقت، وأنا لا أريد أكثر مما أستحق.
- وأنا لا أعطيك أكثر مما تستحق.
ثم سكت لحظات مضيفاً:
- ولا أقل مما تستحق.
وقف عمير واتجه للباب قائلاً:
- لا فائدة.
- عمير.
قالها جوزيف فأوقفه فأردف:
- لولا أنني أعلم أنه يمكنك أن تقدم أفضل من هذا لما أبقيتك معي.
مط عمير شفتيه قائلاً:
- معقول... لم أتصور أنك تنظر لي بإيجابية أبداً.
عاد جوزيف ينظر في أوراقه قائلاً:
- هذا شأنك.. فلتتصور ما تشاء...يمكنك الانصراف.
حدق عمير به للحظات وتمنى أن يصيح في وجهه أن هذا الاسلوب ليس الافضل كما يتصور لكنه تذكر أمر المركز الاسلامي وأنه لا يجب أن يتأخر فأغلق الباب خلفه ليلحق بالشباب.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

- كان مشهد رائع يا أمي حقاً مشهد رائع... لقد أقشعر بدني وأنا أسمع خمسة أشخاص ينطقون الشهادة بل أن البعض بكى بالفعل .... ياه يا أمي.... كم أحمد الله على نعمة الاسلام ... وكم أشعر بغلاوتها عندما أرى آخرين ينضمون لها وكم كنت أتمنى أن يكون لي دور في إسلام أي شخص على وجه الارض لأقول"الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" لأكمل مشوار الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

قالها عمير في سعاده وهو يسرد لأمه ما حدث في المركز.
قالت رجاء:
- وهل الخمسة أصدقاء ريم ورفاقها؟!
- لا اثنان فقط، أما الثلاثة الباقين فكانوا يأتون باستمرار إلى المركز.
سألته بنبرة دهشة:
- وهل ريم تعمل داعية؟!
- لا يا أمي..أنا أيضا تصورت ذلك ولكنها قالت لي أنها لا تملك المعلومات الكافية لتكون داعية رغم أن لديها ملكة الكلام وإجبار الآخرين على الانصات لها ولكنها تعد نفسها وسيط أي توفر إمكانية إلتقاء غير المسلمين بالمسلمين الذين لديهم القدرة على الدعوة إلى الاسلام .
همست رجاء:
- ليس لديها معلومات.... هذا متوقع.
لم يسمعها عمير فقال:
- ماذا قلتي يا أمي؟!
- لا شيء يا ولدي.... لا شيء.
وقف ليغادر الردهة:
- حسناً ..أمي إسمحي لي سأدخل غرفتي.
- عمير ... كنت أريد أن أذكرك بشيء.
- تذكريني؟!!
- نعم ...إن الذكرى تنفع المؤمنين.
عقد عمير حاجبيه فأمه لا تذكر هذه الآية إلا إذا أخطأ في شيء أو فعل ما لا يليق به كمسلم، فقال:
- تفضلي يا أمي.
- اتق الله يا ولدي... وعليك بغض البصر.... حديثك عن ريم هذه زاد في الاونه الأخيرة...وكما قلت اتق الله ... وغض بصرك.
حدق عمير بوجهها قليلاً ثم ابتسم مقترباً منها ليقبل جبينها هامساً:
- جزاك الله عني خيراً يا أمي.. وأعانك على تذكيري دائماً بما يرضيه.
ربتت رجاء على كتفيه قائلة:
- لهذا خلقنا لنكون لبعضنا عوناً على الطاعة.... أليس كذلك؟
- بلى يا أماه ....كذلك.

استلقى في فراشه متطلعاً إلى سقف حجرته ....
"....لا يا عمير يجب أن تراجع نفسك وتحاسبها قبل أن يحاسبك الله....حتى أمك لاحظت ... إذاً هناك مشكلة يجب أن تعالجها..... يا الهي .... أنت لم تغض بصرك عنها على الاطلاق والدليل على ذلك أنك تذكر معالم وجهها جيداً بمجرد التفكير فيها.. تبا ..كيف وقعت في هذا الخطأ بسهولة..."
- لكني لا استطيع أن أنكر أنها شخصية جديرة بالاهتمام فلم ألتق بفتاه مثلها من قبل.
".. أفق يا عمير أنت لم تكن تسمح لنفسك بالحديث مع الفتيات من الاساس فكيف تقارن..."
- لكن الامر اختلف مع هذه الفتاة كثيراً.
" ... وهذا ما يجب أن تحترس منه..."
كان يحدث نفسه وكأن شخصاً آخر معه يجيبه وهذا ما يلجأ إليه عادة عندما يحاسب نفسه..
- نعم أعترف هناك خطأ وسأعمل على إصلاحه.
"... وهل ستنجح بهذه السهولة..."
- إن شاء الله سأنجح.
"... لا تنسى أنها عادة هي التي تتحكم في إسلوب الحوار..."
- سأعمل على ألا يكون هناك حوار أي حوار هذا هو الحل الوحيد.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تجمع الشباب المسلم كعادتهم في الساحة الخلفية وما أن رأى جاسر ريم حتى أسرع إليها:

- ريم.... ألم ترِ عمير؟!
- تسألني أنا ؟!!... إنه زميلك أنت بالكلية والمفترض أن تراه أنت وليس العكس.
ابتسم جاسر ناظراً خلفها:
- حسناً لاداعي للسؤال لقد حضر.
استدارت لتراه يقترب إلا أنه لم يتجه لهم وتوقف عند مجموعة الشباب يحدثهم فقال جاسر:
- أشكرك على كل حال يا ريم سأذهب إليه.
وضع يده على كتف عمير فنظر إليه مبتسما:
- أين أنت يا مهم؟!!
- مهم؟!!
- نعم ، أليس المهمين هم من يبحث عنهم الآخرين؟
ضحك عمير قائلاً:
- في الحقيقة لم أكن أعلم أنك تبحث عني.
- كيف حالك مع دكتور جوزيف؟
- لا بأس، وإن كنت لم أقتنع بإسلوبه هذا بعد... كما أنه مازال يشعرني بأني لا أؤدي كل ما علي.
- أمنح نفسك بعض الوقت... سيكون الامر أفضل.
- أرجو ذلك.
- ماذا ستفعل الأن؟!
- لا شيء .. جئت أسلم عليكم ثم أغادر.
- كنت أفكر في أن أتجول قليلاً ،أتحب أن تشاركني؟!
- بالتأكيد.
وقبل أن يغادرا سمعا ريم:
- إلى أين؟.. لم يأتي الغداء بعد.
توقفا وقال جاسر:
- أنا لست جائع ، ماذا عنك يا عمير؟!
- أنا أيضاً لست جائع.
ابتسم جاسر لريم قائلاً:
- للأسف يا ريم سنحرمكم من تواجدنا معكم في وجبة الغداء.
ابتسمت ريم ونظرت لعمير قائلة:
- كيف حالك يا عمير؟! منذ أن ذهبنا للمركز لم أراك.
تطلع عمير لنقطة غير معلومة ليجيب:
- لقد انشغلت بعض الشيء واكتفيت بأن ألقاكم هنا.
لاحظ جاسر أن عمير يتحدث دون حتى أن ينظر لوجه ريم التي عقدت حاجبيها قائلة بنبرة غاضبة:
- حسناً ... لا داعي أن أعطلكما أكثر من ذلك... بعد إذنكما.
غادرتهما في ضيق فالتفت عمير لجاسر:
- هيا بنا.

يتبع




 

 
قديم منذ /27-08-2007, 07:16 PM   #6

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 573
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

الحلقة الرابعة

غادرا معاً وبينما يسيران في الطريق قال جاسر:
- لم تحدثت مع ريم هكذا؟!
- كيف؟!
- لا أعلم ..الاسلوب لم يكن ودي.
- لماذا... لقد أجبت على سؤالها بشكل عادي.
- لم تنظر لوجهها على الاطلاق.
- ليس من المفترض أن أنظر لوجهها.
- لماذا؟!!
حدق عمير بوجهه لحظات قائلاً:
- لكي أغض بصري.
- تغض بصرك.
رددها جاسر وكأنه يسمعها لأول مرة... ثم كررها:
- تغض بصرك.
قال عمير ضاحكاً:
- لم ترددها وكأنك لا تعرفها؟!
هز جاسر رأسه:
- لا، أنا أعرفها، ولكني لم أنتبه لمعناها من قبل، كما أنه من الصعب أن تطبقها هنا.
- لماذا؟!
- لأن من أداب الحوار هنا ..أن تنظر في وجه من يتحدث إليك سواء كان رجل أو امرأة، كما أنهم يعتبرون عدم النظر للعين مباشرة لا يكون إلا لسببين إما أنك تخفي شيئاً أو تخشى شيئاً.
صمت عمير قليلاً ثم قال:
- أيعني هذا أن أتنازل عن أحد قواعد ديني لمجرد أنها لا تناسب أهل البلد التي أعيش بها، وماذا أدراني أنني لن أضطر لتنازل عما هو أكبر.
- بالتأكيد أنا لا أقصد ذلك...ولكن...
قاطعه عمير:
- إسمعني جيداً يا جاسر....لكن.. هذه هي بداية كل شيء ..بداية التنازل....بداية التراجع....وبداية فقد الهوية.. وأنا لن أفقد هويتي ..وإسلامي هو هويتي بغض النظر عن المكان الذي أنا فيه... وتعلمت أن أطبع المكان بطبعي لا العكس.كما أن ريم التي تتحدث عنها مسلمة وأنت أيضاً وأنا يدهشني أن الامور حتى بينكم كأهل البلدة بالضبط.
- ريم ولدت هنا وتربت هنا، ومن الصعب أن تفصلها عن العالم الذي حولها كما أن التنشئة كما نعلم تتأثر بأربع عوامل الاسرة، المدرسة، الاصدقاء والاعلام.. ومن الصعب في دوله أجنبية أن توفر الاسلام في كل هذه العوامل.
أمسك عمير بذراعه قائلاً:
- وماذا عنك يا من نشأ على أرض فلسطين؟!
لم يحدث أن ندم عمير على كلمة مثلما ندم على هذه بعد أن رأى أثرها على وجه جاسر الذي انقبضت عضلات وجهه وعقد حاجبيه ولمعت عيناه بالدموع واكتسى وجهه معالم حزن عميق أسرع عمير يربت على كتفه:
- أعذرني يا جاسر..لم أقصد...سامحني.
لم يلتفت إليه جاسر بل رفع كفاه إلى وجهه ليمسحه بقوة وكأنه يعيده كما كان وشعر عمير وكأنه سيبكي فقال:
- أرجوك.. أرجوك...لا تفعل.
رفع جاسر عيناه :
- لا أفعل ماذا؟!!
حاول عمير أن يبتسم:
- لا تبكي.
تطلع جاسر له قليلاً ثم قال:
- لا تقلق لن أفعل.
إلتزم كلاهما الصمت وسارا في طريقهما إلى أن قطعه عمير بقوله:
- أعتقد أنك تصورت أن التجول معي سيكون ممتعاً.
لم يجيب جاسر ولكنه بعد لحظات قال:
- أتعلم أنه كان لي أخ في مثل عمرك؟!
- كان.... وأين ذهب؟
تنهد جاسر قائلاً:
- استشهد.
حدق عمير بوجهه قليلاً ثم قال في أسى:
- حقاً... أسف... على كل حال هذا خيراً له...على الأقل أنت تعرف أين هو الان.
أكمل جاسر وكأنه لم يسمع عمير:
- كان الاقرب لي.... كان صديق أكثر من أخ، كان يعني لي الكثير.
كان صوته يتهدج وهي يقول كلماته الاخيرة مما سبب لعمير الالم من أجله ورغم هذا تمنى عمير أن يعرف كل ما يجول في رأس جاسر ولمَ دائماً يحزن هكذا كلما تحدث عن فلسطين؟!
وضع عمير يده على كتف جاسر قائلاً:
- يسعدني أن تعتبرني صديق لك، وسأفعل ما بوسعي لأعني لك الكثير.
ابتسم جاسر في ود :
- أتعلم أنك تشبه أخي قليلاً؟
- حقاً.
توقف جاسر وأخرج حافظته ليري عمير صورة فوتوغرافية صغيرة لشاب وسيم فقال عمير ضاحكاً:
- وهل أنا بهذه الوسامة؟!
ضحك جاسر وأعاد الصورة إلى الحافظة:
- أنا أراك كذلك.
- جزاك الله خيراً، ولكنه أصغر مني وأنت قلت أنه في مثل سني.
- نعم ، كان سيكون في مثل سنك إذا بقى حياً ولكنه استشهد قبل أن نأتي إلى إنجلترا.
- عندما كنت في الخامسة عشر من عمرك.
أومأ جاسر برأسه متأسفاً، فقال عمير:
- معقول هذا يعني أنه استشهد وهو في الثامنة عشر من عمره.
- نعم... كان شاباً يافعا ..عنيداً.. لا يخشى شيئاً... كنت دائماً أسير بجانبه بلا خوف ....استمد قوتي منه... ولكم أصبحت ضعيفاً بعد أن غاب عني.
وحدث ما يكرهه عمير رأى عبرات جاسر تنهال على وجنتيه ولكم يكره عمير الدموع ، أي دموع. لم يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول ولهذا يكره الدموع دائماً تشعره بالعجز.
- أسف... أعلم أني قلت أنني لن أبكي.
قالها جاسر بصوت خافت:
- ولكني لا استطيع أن أمنع نفسي..... كلما تذكرت....
- لا تتحدث إذاً.
قاطعه عمير، فنظر له جاسرقائلاً:
- ولكني أريد أن أحدثك.
أشار جاسر لمقعد يتوسط حديقة كبيرة قادتهما أقدامهما إليها فجلسا وصمت عمير ليترك جاسر يتحدث:
- لكونك نشأت في دوله عربية ...فأنت تعلم الكثير مما تقاصيه فلسطين ، نحن عائلة فلسطينية كان حلمها كل يوم أن نعيش بحرية وبأمان ولكم نفتقد هذان العنصران...عائلة ليست كبيرة ولا صغيرة...... أب وأم وولدين و3 بنات، أمنا كانت تخشى علينا كثيراً خاصة فهد أخي الاكبر الذي كان عنيداً دائماً ويسبب لها القلق الشديد ولكن أبي كان يراه شجاعاً ولا يخشى شيئاً لهذا كان يشجعه دائماً، وفي يوم .. أقصد في ليلة حالكة السواد أخترقت أذناي صرخات أمي وصوت صياح أبي فزعت من نومي وقفزت من فراشي ورأيت أخي فهد يسبقني لساحة المنزل، ورأيتهم ...رأيت أحقر أهل الارض وأكثرهم خسة ينتشرون في المنزل ...باحثين عن ماذا...لا يهم...المهم أن يقلبوا المنزل رأساً على عقب وشعرت للوهلة الاولى أنهم غير طبيعين ثم تيقنت أنهم سكارى، فقاموا بتكبيل أبي لمنعه من الحركة بينما وقفت أمي تحتضن أختي الرضيعة التي تعالى صوت بكاءها في المنزل وخرج أحدهم من حجرة أختي وهو يجرها خلفه ممسكاً بأطراف شعرها بينما جاء آخر من خلفي ودفعني وأخي أرضاً فأصبت شفتاي ونزل الدم من فمي فهب أخي فهد يدفعه عنا وأسرع لمن يمسك بأختي وتعلق بذراعه وقضمه قضمه قوية فصرخ تاركاً اختي التي أسرعت لأمي لتحتمي بها فرفع الوغد سلاحه ولطم أخي على وجهه فنزف دماً وسقط أرضاً ثم ركله في وجهه فلم يحرك أخي ساكناً وأراد أن يمسك بأختي مرة أخرى إلا أن أبي استطاع أن يحرر نفسه فأسرع إليه يدفعه عنها ، فأشار الحقير لرفاقه فتكالبوا على أبي وانهالوا عليه ضربا وركلا .....
إرتعش صوت جاسر وانهالت الدموع أكثر وانتفض جسده فربت عليه عمير:
- إهدأ يا جاسر... أرجوك... لا تكمل مادام الامر يتعبك.
- كان عمري حينها ثلاثة عشر عاما ، لم أعرف ماذا أفعل تمنيت أن يفيق أخي ولكنه ظل ساكن وأمي تصرخ وأبي يُضرب ..لم أأمل أن يساعدنا أحد فالامر ليس بهذه السهولة، وأخيراً تركوا أبي والتفتوا إلينا ولكنهم لم يفعلوا شيئاً وكأنهم أشبعوا رغباتهم الوحشية بما فعلوه بأبي وغادروا المنزل وهم يضحكون ويترنحون. أسرعت أمي لأبي وما أن وضعت يدها على صدره حتى صرخت:
" قتلوا أبيك يا فهد...قتلوا أبيك يا فهد."
لم أصدق ولكنها الحقيقة...ضربوه حتى الموت...ضربوه حتى الموت...
دفن جاسر وجهه في كفيه وأجهش في البكاء، ولم يستطع عمير أن يتمالك نفسه هو الآخر فانسابت عبراته على وجهه.
- أبى أخي أن يمر الحادث مرور الكرام وأقسم على الانتقام رغم أن أمي حذرته من أن يفعل أي شيء فهي لن تحتمل فقده هو الآخر واضطر أخي إلى الاحتمال حتى تهدأ أمي ولكني كنت واثق أنه لن يهدأ وحتماً سيفعل شيئاً لهذا كنت معه في كل مكان لم أرد أن أتركه وحده أبداً، ومر عامين وتصورت أن أخي قد تأقلم على الوضع ولم يعد يعنيه الانتقام في شيء وفي صباح يوم سلم علينا فهد واحتضننا جميعا وهذا أمر معتاد منه معنا فهكذا كان يفعل أبي وهكذا اعتاد هو الآخر ولكني شعرت بشئٍ ما؛ فقد كانت ضمته لي أقوى من المعتاد وما أن قرر الخروج حتى تشبثت بذراعه وأصررت على أن أخرج معه لم يكن يريد أن يوافق ولكني صممت فأخذني معه إلتقى بكل أصدقاءه وشعرت وكأنه يودعهم ثم طلب مني أن أشتري شيء حتى ينتهي من حديثه معهم وعندما عدت لم أجده فأخبروني أنه تركهم بعد أن غبت عنه مباشرة ، حينها تأكدت أنه سيفعل شيء وأنه أراد أن يتخلص مني. عدوت في كل مكان كالمجنون أبحث عنه دون فائدة وقبل أن أيأس جلست لأفكر ترى ماذا يمكن أن يفعل أخي؟! وما أن خطرت ببالي الفكرة حتى أسرعت إلى أقرب معبر منا وقبل أن أصل إليه سمعت إنفجار مدوي فصرخت باسم أخي
"فهد.... لا يا فهد...لا تتركنا أنت ايضاً".
فما أجابني أحد وأخذ الجميع يعدو من حولي وأنا أصر على الذهاب إلى هناك إلا أن الاوغاد أغلقوا الطريق أمامنا واطلقوا النار لنتراجع فوجدت شيخاً يجذبني
"احترس يا فتى ستصيبك الطلقات"
نظرت إليه فزعاً
"أخي ...أريد أن أطمئن على اخي"
ابتسم في وجهي بوقار
"إطمئن عليه يا ولدي ....فهو شهيد"
حدقت في وجهه مذهولاً "ما هذا الذي يقول...هل يقصد أن..؟!"
صرخت بكل ما أوتيت من قوة
"فهد"
توقف جاسر عن الروي ومسح عبراته بكفه وكذلك فعل عمير الذي رفع رأسه ناظراً لجاسر:
- إذاً أخيك ممن نفذوا العمليات الانتحارية.
عقد جاسر حاجبيه ناظراً لعمير وقال بنبرة غضب:
- أخي لم ينتحر..... أخي قاتل في سبيل الله ليقتل من قتلوا أبي... ومن يحتلون أرضنا ...أخي قام بعملية استشهادية وليست انتحارية.
- أسف يا جاسر لم أقصد.... نعم عملية استشهادية هذا صحيح...هذا هو اسمها الصحيح.
هدأ جاسر قليلاً فقال عمير:
- ماذا حدث بعد ذلك؟!!
تنهد جاسر بعمق قائلاً:
- لم تحتمل أمي... وتصورت أني سأفعل المثل أو أنهم سيقبضون علي فأرسلت لخالي القاطن بأنجلترا فاستجاب على الفور وأرسل لنا جميعاً التأشيرات اللازمة وتذاكر السفر ، رغم أنني رفضت وتصورت أنني بهذا أكون جبان ولكن أمي أصرت ورددت" لم يعد لنا رجل سواك الان ورعايتك لنا جهاد في سبيل الله فلا تزيد همي وحزني " وكم أحب أمي ولا أحب أن أسبب لها الحزن أو الالم فانصعت لأمرها ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في انجلترا، وها أنا ذا.
وضع عمير كفه على كتف جاسر مواسياً:
- يا الهي..... لقد رأيت الكثير في حياتك.
- صدقني يوجد بيوت كثيرة في فلسطين مثلنا، ولكنهم لم يتركوا فلسطين. و هناك من فقد أيضاً الام والابنة .ولا أعتقد أنه يوجد بيت في فلسطين بلا شهيد أو معتقل في أيدي هؤلاء الطغاة.
- أصدقك..وكم أشعر بالألم أني لا استطيع عمل شيء.
هز جاسر رأسه متفهماً فقال عمير:
- ولكن مهلاً...أعتقد أنه يمكنني أن أفعل شيء.
نظر له جاسر متسائلاً فوقف عمير:
- ألم تقل أني أشبه أخيك، إذاً فاسمح لي أن أتجرأ وأطلب منك أن تعتبرني أخيك بكل ما في الكلمة من معان وأعدك إن وافقت أن أوفيك كل حقوق التي تكون بين الأخوه.... فهل تقبلني لك أخ يا جاسر.
ابتسم جاسر في تأثر فقال عمير:
- اعلم أني لن أكون عندك كفهد.... ولن استطيع، ولكن تخيل أن لك أخ آخر غير فهد أتحب أن يكون هذا الشخص أنا؟!
اتسعت ابتسامة جاسر وأومأ برأسه إيجاباً فأوقفه عمير وضمه إلى صدره في فرح قائلاً:
- أشكرك يا جاسر....لا....من الان فصاعداً سأناديك أخي ، أنا ليس لي أخوه ذكور وبالتالي فأنت أخي الوحيد ولهذا أريدك أنت أيضاً تناديني دائماً بأخي...متفقين.
نظر له جاسر بعينان تترقق بالدمع قائلاً:
- متفقين يا عمير...
- ماذا ...قلت؟!
- أقصد يا ..أخي.
وضحكا معاً.

يتبع




 

 
قديم منذ /11-09-2007, 12:25 AM   #7

بحـــ الإحساس ـــر
مشرفة " معـنا أنـتِ محاورة نـاجحة "
عضوة مجلس إدارة بنات

    حالة الإتصال : بحـــ الإحساس ـــر غير متصلة
    رقم العضوية : 28201
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 1,759
    بمعدل : 0.27 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : بحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really niceبحـــ الإحساس ـــر is just really nice
    التقييم : 442
    تقييم المستوى : 27
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 34393
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور بحـــ الإحساس ـــر عرض مواضيع بحـــ الإحساس ـــر عرض ردود بحـــ الإحساس ـــر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

ننتظركـ يا غاليه
^_^





 

 
قديم منذ /12-09-2007, 08:16 PM   #8

همس المشاعــر
بنوتة مبتدئة

    حالة الإتصال : همس المشاعــر غير متصلة
    رقم العضوية : 38357
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 45
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : همس المشاعــر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 562
    استعرضي : عرض البوم صور همس المشاعــر عرض مواضيع همس المشاعــر عرض ردود همس المشاعــر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي



مشكوووووووووووووووووورة





 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
ماضي××, تشويقية, دعوية, رسالية, رومانسية, رواية, ××حصاد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Adsense Management by Losha
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM