أركان التزكية 1. التطهر : أي تطهير النفس من اتباع الهوى . وذلك لأن اتباع الهوى موجب لأمراض لا حصر لها ، والأمراض لا تعالج إلا بضدها . فعلاج النفس يكون بسلوك طريق عكس ما تهواه النفس وتميل إليه ، قال تعالى:[وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى] النازعات 40، 41. وقال تعالى : [ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين ] العنكبوت 69 . مم نطهر النفس ونزكيها ؟ - من الشرك ، وما يتفرع منه من العبودية لغير الله . - من الإنحراف وسلوك طرق أهل الضلالة من أهل البدع . - من ظلمات النفاق والكفر والفسوق . - من ظلمات الحيرة والاضطراب . - من ظلمات المعاصي والذنوب والآثام . - من الشهوات المحرمة الحسية كشهوة حب الطعام والشراب ، ومعنوية كحب الانتقام والرغبة في الانتصار وحب الجاه والظهور وقضاء هذه الشهوات بالطريقة المشروعة خير من سلوك طرق غير مشروعة . - من أمراض القلوب ومن كل وصف مذموم شرعاً وعقلاً أو عرفاً ، كالغل ، والحقد ، والحسد ، والنكد ، والغضب والعجب ، والخيلاء ، والرياء ، والهوى ، وغرض السوء ، والقصد الرديء ، والمكر ، والخديعة ، ومجانبة كل مكروه لله تعالى . - من الضلال والإنحراف والوساوس التي يحرص الشيطان من خلالها على تغيير فطرة الإنسان وإبعاده عن الله . 2. التحقق من مقامات الإسلام والإيمان والإحسان : وذلك بالعبودية لله وحده ، وبقبول هداية الله عز وجل التي بعث بها الرسل عليهم السلام ، وذلك بمعرفة الله ، وحبه ، والخوف منه ، والرجاء لما عنده ، وتقواه ، وشكره ، وإخلاص العبادة له ، والصدق معه ، والصبر على بلاءه ، والزهد فيما يشغل عنه ، ومن هنا ينقل العبد من مقام أهل الإسلام إلى مقام أهل الإيمان إلى أن يصل إلى مقام أهل الإحسان . 3. التخلق والاقتداء : وذلك بتعويد النفس على الخير حتى تألفه ويكون سجية لها فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوَق الشر يوقه . ومن المعلوم أن للأعمال أثر مميز حتى يصل إلى القلب ، كما أن القلب يؤثر على الجوارح فإن كل فعل يجري على الجوارح قد يرتفع إلى القلب . والعبد ملزم أن يجاهد نفسه بالعمل : - يجاهد نفسه فلا ينسب لنفسه شيئاً من خصائص الربوبية ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، وَالْعِزَّةُ إِزَارِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا ، أُلْقِيهِ فِي النَّارِ ) " أخرجه أحمد في " المسند " 7208 . - أن يجاهد نفسه بالتخلق بالأخلاق التي اتصف بها الرب من الرحمة والكرم والجود والرأفة مع تحقيق كمال العبودية له سبحانه . فالعبد يتخلق بها وفق أمر الله تعالى ، فالتزكية في بدايتها ونهايتها لا تخرج من مقام العبودية له سبحانه والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم ، فنأخذ بالكتاب والسنة بقوة فهماً وعملاً . 4. الترقية : وهي أن تتوفر همة عالية للسائر إلى الله فيطلب الارتقاء والسمو ولا يرضى إلا معالي الأمور ، وإذا أراد الله بعبد خيراً رزقه بصيرة تهديه ، وهمة ترقيه ، وهذان الأمران يسرعان في قطعه المسافة بينه وبين الوصول إلى الغاية الكبرى ، وهي مرضاة الله تعالى . فصفات المزكي لنفسه الذي يطلب الوصول إلى مرضاة الله تعالى والدار الآخرة : - مقداماً شجاعاً ، حاكماً على نفسه مجاهداً لها ، قاهراً لفكره . - حافظاً لوقته . - زاهداً في كل ما سوى الله . - عاشقاً لما يسير إليه . - عارفاً الطريق الموصل إليه ، وعارفاً القواطع التي تمنع الوصول اليه وهم : ( شياطين الجن ( إبليس وأعوانه ) ، شياطين الإنس ( أهل الكفر والنفاق والبدع ) ، علماء السوء ، النفس ، فتن الدنيا ، العادات والتقاليد ، التقليد الأعمى ) . - كثير السكون . - شعاره الصبر . - راحته التعب في سبيل الله . - يقوم بالأسباب التي تعينه على مرضاة الله . - محباً لمكارم الأخلاق .