الموضوع: صرخة مكة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2009, 09:09 AM
الصورة الرمزية سواها قلبي
سواها قلبي سواها قلبي غير متصلة
بنوتة محلقة
صاحبة الموضوع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 127
معدل تقييم المستوى: 17
سواها قلبي is on a distinguished road
المشاهدات: 922 | التعليقات: 5 صرخة مكة

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كل من عاش الموقف أو سمع به
أرسل نداءً لإرسال هذه الرسالة لكل شخص تعرفه لعلها تصل إلى من بيده تغيير الحال




_____________________________

الموقع: مكة المكرمة-الثانوية الثلاثون


التاريخ: 21-2-1430 أيام الاختبارات النهائية



الشخصيات: معلمات المدرسة - المديرة - أنا (طالبة توجيهي يوم اختبار الحاسب)

الأحداث:
مع إشراقة صباح اليوم ... كالعادة في أيام الاختبارات, يكون الاستيقاظ في وقت مبكر للدراسة أو المراجعة
كان يوماً سعيداً في البداية, كل شيء بدا مبتسماً لي منذ أن خرجت من المنزل حتى وصولي للمدرسة
ككل صباح أقف جانب البيت أستمع إلى أصوات العصافير بينما أنتظر جارنا الذي يقلني كل يوم للمدرسة
كنت في غاية السعادة, فاليوم علينا اختبار حاسب, مادة سهلة, لقد تسنى لي بالأمس أخذ قسط من الراحة بعد عناء أيام الاختبارات العصيبة
ذهبت إلى المدرسة مع ابتسامة عريضة مرسومة على وجهي
سلمت على صديقاتي وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث اليومية: متى ذاكرتي؟ متى خلصتي؟ ايش سويتي أمس؟
حوارات عادية تتطبع في القلب روح الصداقة وتنسي الإنسان بعض الهموم والتوتر
دق الجرس ... حان وقت الذهاب إلى قاعة الاختبار ... في تلك اللحظة نحاول استدراك الوقت ومراجعة أصعب الفقرات المتوقع وجودها بين أسئلة الاختبار
اتجهنا جميعاً إلى الدرج لنصعد إلى قاعات الاختبار ... هناك حدثت المفاجأة
صدمة قوية ... هزت كياني ... قلبي لم يعد في مكانه ... لم أتصور أن أرى هذا المنظر في مدرستنا
مدرستنا الملتزمة ... التي تدعو للحشمة والتستر ...
في مكة المكرمة ... بلد الله الحرام ... العاصمة المقدسة ... قبلة المسلمين
كيف؟ لماذا؟ ماذا أفعل؟
وقفت مصدومة وأنا أنظر إلى هذا المنظر الفظيع ... هذا غير مقبول أبداً
رأيت إحدى المعلمات واقفة عند الدرج تفتش البنات
ولكن ... هذا ليس تفتيشاً عادياً هذا تحرش جنسي علني أمام كل المدرسة
رأيتها تتحسس البنات في أكثر المناطق حساسية ... مناطق العفة والحشمة
رأيتها (كما رآها الجميع) تضع يدها بكل وقاحة وقلة حياء على صدور البنات ومناطق عفتهن!!!
ما هذا؟ أنا مصدومة! أين المديرة؟ أين المعلمات؟ ألا يرى أحد أن هذا يخل بالحياء والحشمة والإنسانية
هل ماتت القلوب؟ ألا يرى أحد ما أرى؟ كيف تسمح البنات لهذه المعلمة لمسهن ووضع يدها على أجسادهن
أنا إنسانة ... أنا بشر ... أنا لست حيوان ... لست في معتقل ... أنا في المدرسة
ألا يفترض أن يقول أحد شيئاً؟
أيها البنات أين تذهبن؟ هل الاختبار أهم من الكرامة.؟
جاءت المديرة ... قلت في نفسي (الحمد لله ستنتهي هذه المهزلة قريباً وأصعد إلى الاختبار بسلام)
لكن !!! يا للعجب !!! المديرة نفسها تطلب منا الصعود إلى قاعاتنا بعد المرور بالتفتيش!!
وقفت فاتحة فمي أتأمل في هذا الموقف !! أليس من الغريب أن تكون القلوب ميتة
هل رأوا أن عندنا حياءً زائداً فأرادوا تخليصنا منه؟
التفتت إلى صديقتي التي بدت مندهشة مثلي
وقفنا بالقرب من الدرج ورفضنا بشدة الذهاب إلى التفتيش ... كيف لنا أن نرضى بهذا الذل؟
لن أسمح لأحد أن يمرر يده على صدري ... أنا عفيفة وعندي كرامة
جاءت المديرة وأمسكت بيدي وطلبت مني الصعود بحجة أني ((توجيهي)) وأحتاج إلى الوقت
نظرت إليها وعيناي تفيضان دمعاً بل دماً, حاولت أن أتمالك أعصابي, لكني لم أتمكن من أن أسكت على قلة الحياء...
صرخت بأعلى صوتي: أنا عندي كرامة, أنا لا أرضى أن يفتشني أحد بهذا الأسلوب..
نظرت المديرة في وجهي مستغربة, وكأنها لا تعلم أن ما يفعلونه يخدش الحياء وينافي الإنسانية, وكأن ما يفعلونه أمر عادي, كأنها تنفذ حقها الطبيعي في إذلالنا
وما أثار استغرابها أكثر أنها تعلم أني متفوقة ومؤدبة ...لكن لم يكن منها إلا أن قالت: أنت مؤدبة والمؤدبة ما ترفع صوتها...
قلت لها لكنني لن أذهب , قالت : أوقفي على جنب
وقفت منتظرة رحمة الله ظناً مني أن أحداً فيه قلب ودم ودين وإنسانية سيرانا في هذا الوضع المزري ويوقف هذه المهزلة
كنت كلما حاولت تقبل الموضوع والصعود, رأيت تلك المعلمة تمسك بالبنات بقوة, تمسك صدر البنات ومكان عفتهن بكل وقاحة...
كلما رأيت ذلك نزفت عيناي دمعاً, لا أستطيع أن أتخيل مجرد خيال أن يمسني أحد بتلك الصورة
الوقت يمضي ... عدد البنات الواقفات معي يقل ويقل ويقل
سيحين دوري بعد قليل؟ لا وألف لا
أنا لن أقف هناك, أنا مستعدة أن أحرم من الاختبار وأن أطرد من المدرسة قبل أن تمس تلك المعلمة جسدي الطاهر
ثم إني لست قلقة من أجل الاختبار , فقد حصلت على الدرجة التامة في اختبار الحاسب العملي وهذا يؤهلني للنجاح
بعد قليل كانت كل بنات المدرسة في قاعاتهن, ولم يبق معي سوى ثلاث بنات من فصلي وبنتان أخريتان
كنا ننتظر ... ننتظر أحداً ذا قلب حي ليمنع هذه المعلمة
لكن للأسف, اجتمعت كل المعلمات الموجودات في الدور الأرضي وهن يطلبن منا الصعود إلى القاعة
يزعمن أن هذا عادي جداً, وأن الاختبار مهم, وأن هذا كله لصالحنا
لكني كنت كلما رأيت معلمة جاءت وقالت لي اصعدي إلى الاختبار ولا تهتمي, كنت أزداد هماً بعد هم
لماذا بدلاً من أن يكلمو تلك المعلمة التي لا تملك إحساساً يأتون ويكلمونني وأنا البريئة؟
أليس هذا ظلماً؟ أليس من الظلم أن يطلبون مني أن أتنازل عن كرامتي؟
والله لم أكن أنوي الصعود إلى الاختبار
لكن للأسف, رأتني إحدى المعلمات اللاتي درسنني, طلبت مني الصعود للقاعة بحجة أن الوقت ضيق والاختبار مهم
لم أرد الصعود أبداً وكانت الكلمة الوحيدة التي تتردد على شفتاي: أنا عندي كرامة
كنت أبكي بشدة, وبدلاً من أن تتعاطف معي وتسمح لي بالصعود دون تفتيش أمسكت بيدي بقوة
سحبتني إلى عند تلك المعلمة التي تريد إلالي وخدش حيائي...
يا لها من لحظة صعبة, توقف الدم في عروقي ولم أعد أحس بالعالم كله بما فيه
لم أعد أشعر بشيء حولي عندما مدت يدها لتضعها على صدري
لم أعد أشعر ولم أعد أسمع ولم أعد أتكلم... لم أشعر سوى بصرخة قوية خرجت من جوفي بعد أن لمست جسدي
كانت رحمة من الله أني لم أشعر تلك اللحظة, لم أشعر بشيء فقد كنت شبه ميتة
غير أنني صرخت وبكيت وبكيت وبكيت
لن أسامح نفسي لأني سمحت لها بأن تلمسني ولن أسامح نفسي لأني سمحت لتلك المعلمة أن تسحبني
لم أدخل إلى قاعة الاختبار , بقيت أنتظر في الخارج والدموع تنساب من عيناي دون توقف
كنت أبكي بصوت عالي, كنت أشعر بالذل والإهانة
يا لك من معلمة مقرفة ... لن أسامحك ما حييت
أكرهك, أكرهك, أكرهك
لم أكره أحداً من قبل, ولم أشعر قبل اليوم بالحقد على أحد
لم أكره أحداً لدرجة أن أدعي عليه, لم أكره أحداً لدرجة أن لا أتمكن من رؤيته
لقد علمتيني الكره ... أكرهك
جاءت بعض المعلمات وأدخلنني مع بقية البنات إلى القاعة
فالموقف نفسه تكرر لصديقاتي اللاتي كن واقفات معي, كلنا كنا نبكي, كلنا لم تهن علينا كرامتنا
دخلنا القاعة...
أمسكت بالقلم لأكتب اسمي, يدي ترتجف, لا أتمكن من الكتابة
لا أرى شيئاً فالدموع تملأ عيناي
صرت أصلي على النبي وأحاول أن أتذكر بعض الأدعية والأذكار
حاولت جاهدة أن أكتب
لكن لا فائدة, يدي ترتجف بشدة
هدأت قليلاً وصرت أكتب بخط متعرج فأنا لازلت أرتجف
لم أعد أفهم شيئاً, كأنني لم أدرس يوماً في حياتي
تبخرت كل المعلومات من رأسي... ما هذه الحروف التي تطير أمامي؟
صرت أذكر الله في قلبي وأحاول أن أهدأ قليلاً
هدأت بفضل الله, وصرت أكتب كل شيء أتذكره, سواءً كانت الإجابة صحيحة أم خاطئة
حللت كل الأسئلة بعشر دقائق ... لا أستطيع التركيز أكثر من هذا الوقت
وما أن انتهيت من التفكير بأسئلة الاختبار حتى عاودني شبح تلك المعلمة
وضعت رأسي على الماصة ولم أعد أحس بشيء, شعرت للحظة أني غائبة عن الوعي
تبللت الورقة من كثرة الدموع ...
كنت أفكر في أنني عبدة لله العزيز الجبار
الله العزيز الذي لا يرضى لعباده الذل
صارت الأفكار تتطاير في رأسي وتأتي من كل مكان
وأخيراًجاءت ورقة التوقيع
وقعت على الورقة وخرجت, وما أن رأيت صديقاتي حتى انفجرت بالبكاء ثانيةً
خرجت من الاختبار وحاولت أن اجمع كل قواي حتى أتماسك قليلاً
ولم يخفف عني سوى وقوف صديقاتي بجانبي ومواساتهن لي...
لكن الأزمة لم تنتهي بعد

ولكنني الآن أفكر
أنا لست من هذا البلد ... ألا يسمون المملكة العربية السعودية بمملكة الإنسانية؟
أين الإنسانية؟
لقد سمعت أنهم قد فتشوا في أحد المدارس باستخدام الأجهزة الخاصة
أليس من حقنا أن نكون مثلهم؟
أليس من المفروض أن يوفروا لنا جواً مناسباً للاختبارات النهائية
خاصة وأنني في مرحلة التوجيهي يعني أنني بحاجة إلى نصف درجة لترفع معدلي



ولكن الله يمهل ولا يهمل




( انشر الموضوع لكي ننهي المهزلة التي حصلت والتي ستحصل في بقية المدارس )

الموضوع منقول للأمانة
والموضوع صحيح ولا كذب فيه



wvom l;m

الموضوع الأصلي : صرخة مكة || القسم : "الأرشيف" مغلق || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : سواها قلبي


عدد زوار مواضيعى Website counter

 

اعلل النفس
ارقبها ما اطيق العيش
لولا فسحة امل

من مواضيع : سواها قلبي