عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /22-01-2009, 09:19 AM   #6

tottoro
بنوتة Cute
nware

 
    حالة الإتصال : tottoro غير متصلة
    رقم العضوية : 51882
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 24
    المشاركات : 410
    بمعدل : 0.07 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : tottoro is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 16
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 9270

     SMS : و رجعنا للمدرسة مرة تانية

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور tottoro عرض مواضيع tottoro عرض ردود tottoro
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

فجأة وفي ثوان رأيت الفريق الطبي يحاول إنعاش قلب إبني بلا فائدة حتى أن الأطباء أنفسهم كانوا في ذهول

لسرعة ما حدث، وعلمت بعد ذلك أن الأطباء قضوا وقتاً طويلاً في محاولة إنعاش القلب لإبني دون فائدة، ولكن

الوقت مرّ بالنسبة لي كأنه دقائق وثوان، ولم تنزل عيني عن الشاشة التي فيها رسم دقات القلب لعل الحياة

تدبّ مرة أخرى في إبني ميسرة .. كنت أبحث عن معجزة تنزل من السماء .. لم أكن اتصور أن هذا الوجه

البريء يسكت عن الكلام، لم أكن أتصور في يوم من الأيام أنني سأقف مثل هذا الموقف .. لم أكن أتصور أن

هذا الوجه البريء سيغيب عني وأنه سيسكت عن الكلام للأبد .. يارب .. يارب .. يارب. تمنيت أن أستطيع

فعل شيء .. كل الذي كان في حيلتي هو الدعاء ومسح آثار الدم التي تخرج من أنفه وفمه وكنت أقول في

نفسي دعها تخرج قد تكون هذه آثار حياة تعود.

عجيب أمر الإنسان .. كيف تختلف عنده المعايير وتنقلب الموازين بتغير الأحوال، والله إني كنت سعيداً في كل

مرة يُصعقُ فيها قلب إبني الصغير بالكهرباء ويهتز كل جسده ويعود القلب يرتعش أمامي على الشاشة لأن

ذلك يعني شيئاً واحداً أن هناك أمل .. أي صورة من صور الجنون هذه أن يتمنى والدٌ أن يُصعَقَ قلب ابنه

بالكهرباء، ولكنها حال أب لا يريد أن يفقد إبنه، وبعد فترة من الزمن فقدت إدراكي بالزمن، ورأيت الدموع تنهمر

في عيني الطبيب الذي ينعش قلب ميسرة فعلمت أن كل شيء قد إنتهى. لم أكن أتصور في حياتي أن أباً

عاقلاً يقبل أن يشق صدر إبنه أو أن يفتح في رأسه فتحه ولكن شدة خوفي على فقدانه للأبد جعلني أتمنّى

في تلك اللحظة أن يشقوا صدر إبني لأن ذلك كان يعني بالنسبة لي أنه ما زال هناك أمل أن يعود لي إبني

ميسرة فلم أكن مهيئاً لوداعه، وفي لحظة نظرت فوجدته مرتخي الجسد بارداً وأنا أسأل نفسي أين ذلك الوجه

الأبيض الأشقر الجميل؟!.. أهكذا ينتهي كل شيء في دقائق؟!.. كان يتكلم قبل ساعة!!.. كان يلعب معي

البارحة!!.. لم يكن عند أحد إجابة عن الذي حدث؟! وكيف حدث؟!..




وانتهى كل شيء وغاب ميسرة عن الدنيا وودّعها .. علمت في تلك اللحظة أن باقي أفراد أسرتي في العناية

المركزة، وتمنّيت أن آخذ ميسرة معي إلى هناك، يعلم الله أن تركي له في غرفة الطوارئ كان أشق وأصعب

علي من أن أموت وأحيا ألف مرة وأُقَطَّع ويُفعل بي أي شيء، ولكني مضطر أن أترك طفلي الصغير ميسرة

فباقي أسرتي كلهم الأربع في العناية المركزة لا أدري بحالهم.

كان علي أن أتماسك وأن لا أُبدي حزناً وأن أقف بجوار كلٍ من زوجتي وأبنائي الثلاث الباقين لي على وجه

الأرض، فبدأت بابنتي فريال "درة أبنائي وبِكري" فوجدت حالتها مستقرة، وجريت لغرفة مسرّة فوجدتها في

حالة مستقره وما آلمني إلا أنها ذهبت للمستشفى وهي صائمة ورفضت أن تفطر بالرغم من إصراري على

أن تفطر وهي طفلة صغيرة لم يكتب عليها الصيام بعد، وما أن وصلنا إلى المستشفى إلا وشفائفها مشقّقة

من الجفاف وترفض أن تشرب وإن كانت منذ وصولها تأخذ السوائل والمحاليل بالوريد، وجلست بجانبها وهي

واعية والحمد لله وتتحدث إلي وإلى عمتها وأمضينا تقريباً ست ساعات على هذا الحال وقلنا الحمد لله بدأت

الأمور تستقر وتهدأ، وإن كان هناك شيء في نفسي يجعلني غير مستقر وهو علمي بالإرتباط غير الطبيعي

بين كلٍ من مسرّة وميسرة، وهي تتلقى الأكسجين والسوائل بالوريد وموصلة بأجهزة القلب والتنفس

الصناعي ورسم تخطيط القلب وغيره من مستلزمات الرعاية المركزة، علمت بعد ذلك أن المستشفى قامت

بالإتصال بمركز سموم جدة وبإرسال عينات لمعرفة نوع التسمم، وبحكم إتصال المستشفى المباشر بأمريكا


يتبع