عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /22-01-2009, 09:16 AM   #3

tottoro
بنوتة Cute
nware

 
    حالة الإتصال : tottoro غير متصلة
    رقم العضوية : 51882
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 24
    المشاركات : 410
    بمعدل : 0.07 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : tottoro is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 16
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 9273

     SMS : و رجعنا للمدرسة مرة تانية

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور tottoro عرض مواضيع tottoro عرض ردود tottoro
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

مازالت كلمات صغيرتي وضحكاتها تدوي في أذني ... وما ذكرت لكم هنا إلا غيض من فيض، وهذا الذي يجعلني أسأل نفسي كيف أوزع صبري؟ أأوزعه على كلماتها وضحكاتها

التي ما زلت أسمع صداها في أرجاء بيتي؟ .. أو أوزع صبري على ذكرى كل حركة قامت بها في حياتها محفورة في عقلي وقلبي؟ .. أو كل مكان كان له مع طفلتي لحظة حياة ...

يُخرج لي به طفلتي من قبرها فأعود أدفنها، فكنت لا كالذي دَفَن روحاً واحدة .. بل كالذي يدفن أرواحاً وأرواحاً في كل لحظة من حياته .. وإنني أموت بموتها كل يوم على قدر ما يحيي

المكان والزمان من ذكراها.

". وتمر الأيام وجاء 4/4/1427 هـ، ومسرّة في السنة الثانية وقد أكرمنا الله بميسرة .. وُلِدَ ميسرة وقد كان كالتوأم لأخته مسرّة وإن كان فارق السن بينهما أربع سنوات.

حقاً قلّما تجد إثنين يتماثلان في الطباع والتصرفات كتماثل مسرّة وميسرة، حتى طريقة حَبْيَهُما على الأرض تختلف عن أختهما فريال وأخوهما بلال الذي لم يكن قد وُلِدَ بعد فكانا

يحبيان بإستعمال يد واحدة فقط هي اليد اليمنى، وكان هذا ليس بطبيعي عند الأطفال، وكانا ملتصقان كالتوأم، تشابه عجيب في الصفات والحركات والطباع، وكان ميسرة دائماً

يستعين بمسرّة دون غيرها في البيت في كل صغيرة كبيرة، وكان ميسرة ينام في السرير مع أمه، ثم انتقل إلى غرفة إخوته، وكان يلعب مع أخته طوال يومه ولكن يقوم في منتصف

الليل ويلجأ إلى أخته الكبرى فريال وينام معها إلا في ليلة واحدة ولأول مرة في حياته ذهب ونام في حضن أخته مسرّة، وكانت تلك هي الليلة الأخيرة في حياة ميسرة ومسرّة.

وكان لميسرة كذلك روح عجيبة، إبتسامة عريضة لا تغادره، مليء بالحياة يدندن طول وقته بألحانه الخاصة وينشد بكلمات يختلقها وينمقها، إنها طاقة عجيبة ونفس حلوة لم أره يوماً

يستيقظ من نومه إلا وإبتسامته العريضة مرسومة على وجهه حتى وهو يحاول فتح عينيه عند الإستيقاظ، وكان ميسرة كأخته مسرّة يحب العطور، أذكر أنني دخلت يوماً ووجدت

البيت مفعماً بالعطر ووجدت مسرّة وكانت آنذاك خمسة أعوام وقد أفرغت عودة كانت لي أثيرة وقبل أن أنطق قالت لي "أنت مو قلت إحنا كلنا مع بعض في كل شي" فَسَكَتُّ،

وكان هو مثلها يتسلق على التسريحة ليشم رائحة العطور، وخِفْتُ عليهما من إستعمال عطر الكبار فأحضرت لهما عطور خاصة بالأطفال، وكان ميسرة يحب العطر كثيراً وكانت مسرّة

تغار من ميسرة وهو معي، واتضح لي أنها لم تغر من حبي له، وإنما غارت عليه مني فهي تريده ان يكون معها طوال الوقت ... إنها غِيرَة لم نسمع عنها من قبل، وكانت ضحكة

ميسرة تملأ البيت كلّه وكان عندما يذهب للنوم نُسرع للنوم لأن البيت يصبح هادئاً هدوءً موحشاً دون غنائه ودندنته وقهقهته وروحه المرحة العجيبة.

كيف بالله عليكم أوزع صبري؟!.. وعلى ماذا أوزع صبري؟!. .


يتــــــــــــــــــــبع