قبل ختامْ هذا العامْ ..
خُطتْ هذه الحروف ،
و لأني لا أراها - بانفرادها - ستملأ عطش موضوع بأكمله،
جمعتهم لكم هنا ..
آرائكم !
أبحثُ عنك كثيراً ..
بين ضحكاتنا ،
و بكائنا ..
بين شفقْ المسَاء
و النجومْ ..
بين صقيع البردْ
و الخوف ..
بين المشاعر المرهفة
و الضخمَة ..
أبكي كثيراً ،
و يرهقني عناءُ غيابك ..
و لا أجدُ فيني غيركَ يحتويني ،
لا أجدُ من يحتضنُ أصابعي بكفيه ..
ينفثُ الليالي الحالكاتُ
و يُرقدنيْ حتى الصباح ،صباحٌ يوقظ الأمل فيني ..
و يرغمني شيئاً من صبرْ !
أهازيجٌ تصخبُ المكان
أكتافُ شوقٍ زينتهَا زهورُ نرجس أصفر و قرنفل
بكاءُ طفلِ أقعدهُ الحَبيْ،
و ضحكاتُ جنونِ بعض الصبية..
يرفعُ أحدهم سبابتُه للسماء
و الآخر يقلِّبْ الروحُ بخشوعٍ و ترتيل
و ظلامُ الأفق يأخذني أنا بعيداً ،
هناك في أعلىْ التلة ، حيث أنتظركْ.
أنتظرك و أنفاسي ، في الشهيق و في الزفير.
أصغي لدَويّ المشاعر فيَّ
و أطيرُ بك بين سرابْ اللحظاتْ.
أنتظرك يا فرحيْ، رغمَ الرجفات التي تعتريني
رغم صقيع البرد ،
و ألوانِ المطرْ.
أنتظرك و الكلامُ جفّ حرفه.
أنتظركَ و القصائد - إن كنت أعددتها - ،
و الزهورْ
و الحقولُ و الضفائرُ
و البذورُ
و المقاهيْ و الملاهيْ و الطيورْ
كلُ شيءِ أحبُه هنا
يبدُو و بنفاذ صبرٍ ، يحتريكْ.
أنتظرك !
تفاصيلك ، وطنٌ لم يولد بعد.
وما أحبُه في عينيكَ ،
يأخذني حيثُ ترزعُ الورود البيضاء.
عروقكَ البارزة ،
حين أشعر بها بين أصابعي.
و التمتماتُ التي تسكرُ ليلنا
و رجفاتُ الناي
و الحبرُ الذي جفَّ قدرَ بكائنا.
ولمَا يخيطُ الحرف ثوب أشواقي
ألوحُ بالعينينِ صوبَ نافذتي،
أمررْ دمعاً ، علّه يلقاك !
علّه - يا عزيزيْ - يصغيْ لما في القلب
من حبٍ لكَ
و بك
و معكَ و فيكَ.
تلجْلجَت المسافات حدّ الألم ،
حد الخوفْ
حد العشقِ.
و المشاعرُ أضحكتْ سربَ طيورٌ ،
حينَ لقنتُها :
أن البعيد سيبقى
أحلى من الحلوىْ،
أنقىْ من السماءِ
و أعذبُ من حَبِّ المطرِ.
و حتى ألفظَ نفسيَ الأخير .
سأشهقُ أنتَ، أزفرُ أنتَ، أمسيْ أنتَ،
أستيقظُ أنتَ
وحتى الدعواتُ أنتَ.
،