غاب عن عيني لقياه أين أمسي ؟ أين غاب ؟
فارق الأهلون والأحباب واستقبل حضن التراب
دون همس فارقنا دون سؤل أو جواب
باع دنياه لعشاق بنوا فيها وعمروها ألف باب
صحت ارجع.. قال لا لا أطيق عيش الغراب
ارحميني وامسحي عن عيونك دمعا ساب
قلت أنسى.. كيف أنسى ؟ ودموعي أتجرعها أكواب
عاش فينا من روابينا استشف طفولة الأحباب
مشعشع النور في خديه والحب في وجهه شاب
فارقته جسدا ودون مودع وأثوابه ... صارت خراب
عد يا حبيبي .. غربة أعيشها وأنت سراب
عد وخذ روحي . بكل فخر وكل طيب واحتراب
هل أعلن الحداد عليك ومن دمي رسمتك على جدران بيوت الأحباب
هل أستطيع العيش وأنت وفارق؟ ومقبل للحدك الطري وذا التراب
مروان عد ... فقط للحظة لأشبع العينان .. لأنشر الخطاب
"سكناي جنتي وروحي داعبت أغصان أشجارها بكل إطيباب
أنا صرت عصفورا وفي سمائها حلقت دون خوف دونما حساب
أوددت مني أن أترك جنتي وحياتي فيها هدية الوهاب؟"
لا .. ما وددت لكن وددت لو لو أن طيفك السحري ما غاب
درب بعيد دربك المجنون دخلت فيه دونما أسباب
لكنه قدر ضاعت أمانينا في دفتر وكراسة وكتاب
أنا لا أقول لا..لاألطم الخدود لا أندب حظي لكنه عتاب
أنا أعلم أنه ما عاد ينفعني بكائي ولا أساي لأنه لقبرك عذاب
لكنها إنسانيتي وغريزتي أُلبست رغما عني حلة الأثواب
صغيري.. عيناي خوانتان لا أقدر تحكما فيهما ودربهما غلاب
روحي تطعن قلبي المسكين كل حين فيصيح دما ودمعا وأهداب
قلت سأعيش.. وسأرسم ذا المنى وسأبحر في زورق كذاب
سأجود بالأحلام على وجه السنى سأصافح الأنجم بقلب جذاب
لكنني لن أنسك.. سأظل كمن أنا إنسانة غريبة بدنيا السراب
يا أنت يا ملاكي الحنون يا نعمة مهداه من الوهاب
بوركت من طفل ومن وجه شرفت الغرب والأقراب
يا أنت يا أنشودة ترنو بقلب شاعر أواب
إن كان حبك جرما ومأثما فقلبي خائن للجرم ما تاب
ولدي.. كيف الحياة من بعدك لو تفصح عن سر وجودي فعني قد غاب
أنا لا أخط حروف اسمك تلذذا لكنما استشعارا بقلب عني غاب
يا غالي الأغلين يا عشق السنى يا حبي المكنون في دنيا السراب
سأظل أنحت خاطرات حروفكم في قلعة وملعب وجراب
لن أسكت الفؤاد.. أو أخرس القلم فمداده دمي وعصر الألباب
بالأمس .. يالأمس عشقت وجودكم تضحك من نظرة في قلب رواب
واليوم .. يالليوم قطعني الأسى قبلت قبركم وطال غياب
فارقت حلمك الصغير وصار بيني وبينك ستارة وحجاب
كنت الجليد الحجري عاش مقاوما شتى الأعاصير .. وبلمحة قد ذاب
فتشت في كتبي من علوم وفن وتاريخ وآداب
عن شاعر قد خط شعرا عن شمعة الأيام أعز الأصحاب
نادى قليبي بصوته المبحوح لا لا .. لاتفتش عنه فلك لن ينساب
عجبت من قوله وكلي تساءل عن قصده عما عنى من جواب
قال.. يا أنت يا إنس الحياة هذا مصير .. إلى خير مئاب
كم من لحظة وسويعة في دنياي فيها لك يا شهاب
يا كوكبا في مداري فيك لمحت من حب الوجود وتقى وخشية أواب
منك استسقت النور لكل حديقة نادت لسقيا أطهر الأحباب
فيك رسمت الحلم وقلت مودعا هذي حياتي .. قصة الأغراب
أغراب قوم فيهم كنت الذي يطاول النجوم.. يسير الركاب
ينادي إلى الهيجا وجامع فيهم حب الإله .. حاني الرقاب
ثم الحبيب المصطفى ذاك الذي له اشتقت للقيا .. بأوسع رحاب
يا طفلي الصغير .. ذو القلب الكبير فيك استنام الخيال والحلم طاب
لازلت أذكر رحيلك كيف بكتك سحب أمطار السماء دما فراب
حتى السماء استصرخت لوداعك عافت نجوما وقمرا وشهاب
هذي أحاسيسي الحزينة تشتكي جراء حبها المسلوب منها باغتصاب
تدري بأن حنينها وأنينها ما كان إلا بلسما لكل عذاب
تحياتي .. 