(2)
في مدينة جميلة .. جميلة بملامحها الفاتنة .. ولدت ابتسام بين مشاكل أبوية قاسية ..
تصبح على صراخ و عويل .. و تمسي على جدال لا حلَّ له .. و هي ذات الستة أعوام ..
تذوقت مر الحياة منذ صغرها.. تذهب إلى أخوالها .. ذاك يضمه والده .. و تلك تضمها أمها ..
أما هي فمسكينة لا أم تحتويها بحنانها .. و عطفها .. و دفئها .. و لا أب يكسوها ..
عاشت كيتيمة .. و بعد مضي عدة أيام .. وذات ليلة سوداء مظلمة ..و مع رياح اليتم .. كانت الساعة تشير إلى الواحدة من الليل .. و الناس نيام ..لا ينغص نومهم شيء..
و ابتسام نائمة في فراشها.. إذ بكلمة خرجت من فم والدها .. متجهة إلى والدتها ..
أنتِ طالق ! طالق !! طالق !!! يااااهـٍ إنها مؤلمة .. موجعة .. قاتلة ..
أعادها ثلاثـــًا.. أفاقت الطفلة فزعة .. مهلوعة .. و إذا بوالدتها تخرج إلى منزل أهلها ..
فبقيتِ الطفلة بين عذاب اليتم و الخوف .. تذهب إلى المدرسة مكسورًا قلبها ..
و وجنتاها الرقيقتان مليئة بالدموع .. و خصلات شعرها الناعمة .. أصبحت هازلة !!
بعد أن كانت غاية في الجمال ..