كتاب المرأة راعية في بيتها داعية
ثالثاً : الدعوة بالتربية النفسية
يقصد بالتربية النفسية تربية الولد على الجرأة و الشجاعة و الشعور بعدم النقص حتى يتمكن عند البلوغ من القيام بالواجبات خير مقام
وغرس هذه الظواهر النفسية يتم بمعالجة أضدادها عند الطفل مثل : الخجل و الخوف و الشعور بالنقص و الحسد و غير ذلك مما لا يمكن حصره
فأما الخجل : فيمكن ملاحظته عند الطفل عندما يطأطئ رأسه أو يغمض عينيه أو يلجأ إلى حجر أمه إذا تحدث إليه شخص غريب و تعويد الأم و تشجيعها لطفلها بالاجتماع بالناس على اختلاف طبقاتهم و الحديث إليهم يعالج هذه الظاهرة بشكل كبير .
ولقد حرص الصحابة رضي الله عنهم على تربية أولادهم على الجرأة في الحديث مع مراعاة الأدب
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها , و إنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ ) فوقع الناس في شجر الوادي
قال عبد الله : ووقع في نفسي أنها النخلة , فاستحييت ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله قال ( هي النخلة )
قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم
أما الخوف : عدا الخوف من الله – الذي يجب غرسه في نفس الطفل – فهو إما أن يكون خوفاً طبيعياً فطرياً كالخوف من السبع أو الخوف من السقوط من علو أو الخوف من الكهرباء و أدواتها فهو أمر مطلوب لحماية الطفل
و إما أن يكون الخوف خارجاً عن الفطرة فيسبب قلقاً نفسياً لدى الطفل و خاصة عندما تخوف الأم أولادها بالأشباح و الشياطين أو بسرد القصص المتصلة بالجن و العفاريت أو بدلال الأم المفرط و قلقها الزائد على وليدها
وكل ذلك مما ينبغي تجنبه من قبل الأم و تقوية الإيمان بالله في نفس الطفل
أما الشعور بالنقص : فهو من الظواهر النفسية الخطيرة التي تجب معالجتها في نفس الولد و ذلك بمعالجة أسبابها مثل : التحقير و كالإهانة و السخرية و المفاضلة بين الأولاد و غير ذلك من الأقوال و الأفعال و خاصة إذا تكرر ذلك بشكل ملحوظ وتتم المعالجة باتباع تعاليم الإسلام في إكرام النفس البشرية و التعامل بالعدل و المساواة
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته