الكبيرة الثانية و الثلاثون : أخذ الرشوة على الحكم
قال الله تعالى " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون "
أي لا تدلوا بأموالكم إلى الحكام أي لا تصانعوهم بها ولا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقاً لغيركم و أنتم تعلمون أنه لا يحل لكم
قال رسول الله ص ( لعن الله الراشي و المرتشي في الحكم )
قال العلماء و إنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية مسلم أو ينال بها ما لا يستحق
أما إذا أعطى ليتوصل إلى حق له و يدفع عن نفسه ظلماً فإنه غير داخل في اللعنة
وأما الحاكم فالرشوة عليه حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها ظلماً
قال رسول الله ص ( من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها هدية فقد أتى باباً كبيراً من أبواب الربا
قال ابن مسعود: السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى فيهدي إليك هدية فتقبلها منه
عن الإمام الأوزاعي رحمه الله – وكان يسكن ببيروت – أن نصرانياً جاء إليه فقال: إن والي بعلبك ظلمني بمظلمة و أريد أن تكتب إليه و أتاه بقلة عسل
فقال الأوزاعي رحمه الله: إن شئت رددت القلة وكتبت لك إليه و إن شئت أخذت القلة
فكتب له إلى الوالي أن ضع عن هذا النصراني من خراجه
فأخذ القلة و الكتاب ومضى إلى الوالي فأعطاه الكتاب فوضع عنه ثلاثين درهماً بشفاعة الإمام