"027"و أخيـــراً يى الفرج "027"
/
\
/
بع ـــد طول غيااب و لعب بالأعصاااااب :] :D
قصة الفتاة المــضحيهـ من كتاب" دنيا الفتيات " >> أرجو أن تنال إعجابكمـ
كان ذلك في عام 1967 و كنت يومها مدرّسة في إحدى المدارس في قرية فقيرة في أطراف البلاد دخلت إلى الصف لأول مرة و بعد برهة قدمت نفسي للتلميذات ، ثم أخذت دفتر الأسماء في دفتر الحضور و الغياب و كان يهمني أن أعرف أسماء الطالبات.
و من بين كل الطالبات استحوذت طالبة نحيلة شاحبة الوجه على اهتمامي ، و بدأت ألاحظها في دقائق الفرص و أراقبها من بعيد.
و أصبح لغزاً مستعصياً أن أراها كل يوم تتعمد مغادرة المدرسة حتى اللحظة الأخيرة ، حتى قررت أن أسألها ذات يوم عن سر ذلك.
أجابت الفتاة بحسرة و حزن : أنا مضطرة لذلك ، فذلك العجوز الأعمى الذي يجلس في رأس الزقاق هو أبي ، و يتعين علي أن آخذه بيده إلى البيت ، و شيء آخر أيضاً هو إني أجمع ما ترميه الطالبات في سلة المهملات من أوراق لأكتب فيها واجباتي المنزلية !
مضى على ذلك عدة شهور ، و بدأ فصل الشتاء ، و كان الجو قارس البرد 
، هطلت الثلوج ثلاث مرات ، و كان معظم الطالبات يحضرن بأحذية متهرئة ، خاصة تلك الطالبة التي ترتدي حذاءً رجالياً ممزقاً ، حتى أننا نمضي وقتاً طويلاً من أجل تدفئة أقدامهن ، و اضطررت أن أحسم جزء من مرتبي الشهري لأشتري به عدة أزواج من الأحذية.
و جئت إلى المدرسة ذات يوم و أنا أحمل ثمانية أزواج من الأحذية أخفيتها في الصف ، و لدى انتهاء الحصص ذلك اليوم ، طلبت من الطالبات اللائي كن في مساس الحاجة إلى حذاء أن يتأخرن في مغادرة المدرسة ، و حصل ذلك و كنت أتوقع في اليوم التالي أن أرى الجميع و هن يرتدين أحذيتهن الجديدة الدافئة.
و كلن ما حصل أن تلك الطالبة الفقيرة جاءت و هي ترتدي ذات الحذاء الرجالي الممزق ،، شعرت بالغيظ من أجل ذلك و لكني تظاهرت باللامبالاة ، و في آخر الدوام استدعيتها و سألتها عن عدم ارتدائها الحذاء الجديد فأجابت باقتضاب :
يا سيدتي لقد رأيتني دون حذاء فاشتريت لي ذلك و لكن هل رأيت " فاطمة " في الصف الآخر ؟!
قلت : كلاا
سكتت لحظة و قالت : صحيح إني يتيمة الأم و لكن لي أب أعمى يستطيع أن يهيئ لي حذاءً ، و لكن فاطمة المسكينة ليس لديها أب و لا أم و هي تأتي كل يوم حافية إلى المدرسة .. من أجل هذا أعطيتها حذائي !
مرت لحظات شعرت أنني أغوص في نفسي .. لقد علمتني درساً لن أنساه طوال حياتي ، لقد فجرت في أعماقي روح الفداء و التضحية .. شعرت أنها تحطم الرقم القياسي (( لحــاتمـ الطائي ))
ذلك أنها وهبت ما كانت في أمس الحاجة إليه .
مر عام على تلك الحادثة و انتقلت إلى مدرسة أخرى و انقطعت عني أخبارها و لكني بعد مضي سنين التقيتهاا في زحمة المتظاهرين الذين كانوا يناشدون بحماية حقوق الإنسان ، كانت ما تزال نحيلة الجسم شاحبة الوجه تأكدت أنهاا هي تلك الطالبة التي تعرفت عليها منذ أحد عشر عاماً.
هي الآن في السنة الثالثة في كلية الطب بالجامعة شابة في مقتبل العمر تموج نشاطاً و حماساً من أجل أن تصنع لنفسها و لغيرها غداً أفضل.
:: تح ـياتي :: el-7ala kela