عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /15-01-2008, 02:59 PM   #10

وهـج المشاعر
.๏• عضوة رائعة •๏.

 
    حالة الإتصال : وهـج المشاعر غير متصلة
    رقم العضوية : 29234
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 527
    بمعدل : 0.08 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : وهـج المشاعر has a spectacular aura aboutوهـج المشاعر has a spectacular aura about
    التقييم : 190
    تقييم المستوى : 21
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 3893

     SMS : أحبتي نبض وجدي..طبتم و طابت بكم الذكرى

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور وهـج المشاعر عرض مواضيع وهـج المشاعر عرض ردود وهـج المشاعر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

ها قد أتت..
..

الجزء الرابع و الأخير..

وفي اليوم التالي جاءني عبد الله قبل الموعد المحدَّد وحمدت الله كثيراً إنَّ هذا دليل على انشراح صدره ، واستعداده لسماع الرأي الآخر .
قال لي : إني أعتذر إليك حقاً .. لقد استعرضت البارحة ما جرى لي معك في أوَّل لقائنا فشعرت أنني أسأت إليك .

قلت له : لا تضخِّم الأمر إني سعيد بمعرفتك .

وأعطيته بعض الكتب منها : «الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية» لأبي الحسن الندوي ، و «العرب والإسلام» لأبي الحسن الندوي أيضاً ، و «تهافت العلمانية» للدكتور عماد الدين خليل ، و «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» لأبي حسن الندوي ، و «ورقة في الرد على العلمانية» للدكتور محمد يحيى ، و «الله سبحانه إنكار الكافرين دليل وجوده» للشيخ محمد متولي الشعراوي ، و «الإسلام والحضارة الغربية» للدكتور محمد محمد حسين ...
قلت له : هذه مكتبة صغيرة أهديها إليك ، لا أطالبك بقراءتها كلِّها ، لكني أقترح عليك بعضها ، وأعطيك مهلة شهرين نلتقي بعدها للمناقشة .
قال لي متحمّساً : بل يكفيني شهر واحد ، أنا مدمن قراءة ، أقرأ في اليوم ما لا يقل عن عشر ساعات .

وقبل أن ينصرف قلت له : هل لي أن أقترح عليك اقتراحاً آخر .
قال : نعم ، أنا مستعد للتنفيذ .
قلت له مبتسماً : هكذا مستعد للتنفيذ مباشرةً حتى لو كان الاقتراح لا يعجبك !
ابتسم وقال : نعم .

قلت له : يا عبد الله أنت مسلم ، إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ، ومن حق الله على عبده المسلم أن يطيعه ، إن في الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن حقيقة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك ؛ إن الإسلام هو طريق النجاة ، فكيف ندعو الناس إليه إذا كنا نحن –أهله- متشككين فيه ؟!
يا عبد الله : أقترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ في الطريق ، أن تؤدي الصلاة التي فرضها الله عليك ، أنت صاحب إرادة ، ومثلك قادر على التنفيذ ، تأكد أن الصلاة ستنقلك نقلة ً كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة واليقين ، وستفتح آفاق ذهنك لفهم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك .
وجلس عبد الله على المقعد بعد أن كان واقفاً ، قال لي : تقترح اقتراحاً : يا له من أسلوبٍ رائع تعاملني به ، إني أعرف لذَّة الصلاة ، لم أتركها إلا منذ أربع سنوات ، لقد تعرَّضت لأشدِّ أصناف العقاب من أبي ، والتأنيب من أمي ، والكلمات الجارحة من بعض أقاربي ، من أجل الصلاة ، ومع ذلك لم أزد إلاّ نفوراً !
وسكت ثم دسَّ وجهَه في راحتيه وأخذ يبكي ، نعم كان بكاءً شديداً ، وغامت عيناي فرحةً ببكائه ، إنَّ دموعه هذه ستغسل ما ران على قلبه ، يا إلهي أشكرك ، إنَّ الفاصل بين الضلال والهداية حاجز نفسي إذا زال ، تبدَّدت الأوهام .
اللهم لا تحرمني من أجر هداية هذا الفتى ، ورفع عبد الله رأسه وقال : أنا مستعد لتنفيذ الاقتراح ..

ولم أناقش عبد الله بعد شهر ، لأنه جاء إليَّ وقد غسل عن قلبه أدران الشك وعن ذهنه أوزار الأباطيل .

قال لي : أنا الآن عبد الله بن " ........" رجعت إلى ساحة الحق بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....

قلت له مبتسماً : ما رأيك في شعري ؟

قال : أنا لست ناقدا حتى أقوَّم شعرك ، ولكني أخبرك أنني قرأت بعض قصائدك أكثر من مرة لأنني وجدت فيها ما يعبّر عن نفسي ...

قلت له : وأين تذهب برأي أستاذك الذي تثق به ؟

قال : لقد أعجبتني كلمة قلتها لي في لقائنا الأوَّل ، حين سميت أصحاب الأفكار المنحرفة بـ" قراصنة الأدب والفكر " إن أستاذي واحد منهم . قلت ، وأنا أشعر بالفرح لما أرى من حال عبد الله ، وأشعر بالأسى حزناً على عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل :
حسبنا الله على " قراصنة الأدب والفكر "!




 

  رد مع اقتباس