عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /25-08-2007, 01:10 PM   #3

جبارة الخواطر
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : جبارة الخواطر غير متصلة
    رقم العضوية : 35427
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 27
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : جبارة الخواطر is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 579
    استعرضي : عرض البوم صور جبارة الخواطر عرض مواضيع جبارة الخواطر عرض ردود جبارة الخواطر
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي الحلقة الثانية

وفي انجلترا

ألقى بحقيبته السوداء على الأريكة وتبعها بجسده وهو ينفخ في ضيق فنظرت له أمه قائلة:
- لا تنفخ هكذا..... ما الذي يضايقك؟!
نظر لها عمير مجيباً:
- وما الذي تتصوري أنه يضايقني.
- دكتور جوزيف مرة آخرى!!
- نعم هو.... أكاد أجن لما يكرهني هكذا؟!!
ابتسمت رجاء :
- ألم تقل أنه مسلم؟!
وقف عمير مردداً:
- بلى، لقد عرفت ذلك منذ أن رأيت نسخة القرءان الكريم العربيه على مكتبه كما إنني عرفت أنه من أصل عربي ولكنه يعامل العرب والمسلمين بطريقة غريبه.
- ليس من المفروض أن تحكم عليه ، فأنت لم تبدأ معه إلا منذ أيام قليلة، كما أنك قلت أن طلباته الكثيرة من أبحاث وتقارير تفيدك.
- هذا صحيح.
وقفت لتتجه للمطبخ :
- عليك أن تحاول أن تصبح أفضل مما يتصور.
تركته لإعداد الطعام بينما ردد هامساً:
- لا أعتقد ذلك سيكون سهلاً.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلس عمير أمام مكتب دكتور جوزيف الذي كان يطالع أخر بحث كلفه به ، كان كل ما يفكر به هو كم العيوب التي سيخرجها من بحثه فلم يحدث أن أعجب دكتور جوزيف بأي من أبحاثه ، والمشكلة الحقيقة هي طريقة حديث دكتور جوزيف والتي لم تكن تعجب عمير على الاطلاق.
رفع جوزيف رأسه ليرمق عميرة بنظرة طويلة ثم قال في ضجر:
- أعتقد أنني كنت أقول على أبحاثك السابقة جيده ولكني لا أريد إلا الممتاز ، فإذا بك تأتي لي بهذا البحث الذي لا يستحق سوى مقبول.
عقد عمير حاجبيه:
- مقبول.. لماذا البحث متكامل.. ولا..
قاطعه جوزيف صائحاً:
- أأنت الذي ستعلمني كيف أحكم على ما هو أمامي؟!!... اسمعني جيداً يا هذا ... ما قدمته لي الأن يستطيع أن يقدمه لي أي طالب في السنة الأولى عندي وليس أحد الدارسين للحصول على درجة الماجستير.
وقف ليلقي بالبحث أمام عمير مستطرداً:
- البحث المتكامل الذي تتحدث عنه يختلف كثيراً عن هذا، وإن كنت تتحدث عن عناصر بحثك ..فالجواب نعم هي متكامله لكن كأي بحث لأي شخص لا يملك عقلاً ليفكر به أو يبتكر ويبدع... أنا لا أرى شخصيتك في هذا البحث لا أرى سوى معلومات وحقائق منقولة ولكن مرتبه بشكل جيد...... أين الإبداع في هذا؟!!
وقف عمير يلتقط بحثه في ضيق واستدار ليغادر المكان وقبل أن يفتح الباب استوقفه صوت جوزيف:
- سيد ياسين...
التفت إليه بوجهٍ متجهم فأردف قائلاً:
- عليك أن تعلم أنك تدرس في مكان مختلف، وأنا لن أفعل كما كان يفعل اساتذتك وأقف مبهوراً بما تقدمه لي وألهب يدي بالتصفيق لك، أنت في دوله متقدمة وليس في دوله من دول العالم الثالث.
لم يعلق عمير بل ظل يحدق في وجهه فأشار له بالخروج مكملاً:
- يمكنك الانصراف.
خرج عمير وهو يكاد ينفجر من الغيظ والضيق وأخذ يردد:
- حسناً دكتور جوزيف ..ستعلم أني جدير بوجودي في هذا العالم المتقدم.... يا إلهي لا أعرف لما يعاملني هكذا وكأنه يكرهني...... ولكنه لا يعرفني ليكرهني.
- هذا صحيح.
تسلل هذا الجواب إلى أذنه فاستدار مندهشاً ليرى محدثه فوقعت عيناه على فتاه شابه، ملامحها غربية تماماً مما يؤكد أنها ليست عربيه وسبب دهشته أن كلماته السابقة قالها بلغة عربيه صريحة والاكثر دهشة أنها أجابته بلغة عربيه صحيحة تماماً باستثناء اللكنه الانجليزية التي ألقت بظلالها على كلاماتها القصيرة. وإن لم تستمر دهشته طويلاً فقد قلت برؤيته للحجاب الذي على رأسها.
وقفت تنظر له بابتسامة هادئة على شفتيها قائلة:
- يفضل أن أقدم نفسي أولاً... آنسة يوسف.... ريم يوسف، طالبة بالسنة الثانية بكلية الهندسة وأدرس تحديداً الهندسة الالكترونيه..... أما أنت فاسمح لي أن أخمن دارس في كلية العلوم وتحضر للماجستير وبما أنك خارج من مكتب دكتور جوزيف فأنت بالتأكيد تخصصك في علوم النواه والذرة صحيح؟!!
أومأ عمير برأسه بابتسامة على شفتيه ومازالت معالم الدهشة على وجهه فابتسمت ريم قائلة:
- لن استطيع أن أخمن اسمك بالتأكيد.
- اسمي ..نعم... عمير ياسين.
- مرحبا بك سيد ياسين
لم يجيبها بل ظل يحدق في وجهها وقد أثارت جراءتها دهشته فهي تتحدث وكأنها تعرفه فاتسعت ابتسامتها أكثر وكأنها قرأت ما يدور برأسه فقالت:
- أرجو المعذرة ..لم أكن أقصد أن أقتحم حديثك مع نفسك.... ولكني ما أن أسمع اللغة العربية حتى أرهف سمعي لها من شدة حبي لها واشتياقي لسماعها.
- لا بأس ..لم يحدث شيء.
- أتحب أن تلتقي بكل الطلبة العرب والمسلمون هنا؟!
اومأ برأسه دون أن يقل شيء، فأردفت:
- حسناً... نحن جميعاً سنلتقي اليوم بعد الساعة الخامسة في الساحة الخلفية يسعدنا أن تنضم إلينا وستلتقي بكثير ممن عملوا مع دكتور جوزيف وسيساعدونك كثيراً..... سعدت بلقاءك.... السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله.
رد التحية وتابعها حتى اختفت من أمامه، هز رأسه ليغادر المكان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ما أن جاءت الساعة الخامسة حتى أسرع للساحة الخلفية فوجد هناك العديد من التجمعات ولم يكن صعب عليه أن يجد التجمع الخاص بالمسلمين حيث رأى مجموعة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة من فتيان وفتيات اقترب منهم وما أن رأته ريم حتى قالت:
- فليرحب الجميع بأخينا الجديد..... الاخ عمير.
أخذ الجميع يرحب به وتبادلا كلمات الترحيب والتعارف فوجد منهم من هو عربي الجنسية ومن هو غربي الجنسية لكن السمة المشتركة بينهم أنهم جميعاً مسلمون وكانت هذه هي المرة الاولى التي يرى فيها هذا الكم من مسلمي الغرب إلا أنه لم يستطيع أن يستسيغ هذا الاختلاط الصريح بينهم، بالرغم من أن الشباب يجلسون في جهه والفتيات في الجهة المقابلة.
قدم له أحد الشباب طبق به طعام قائلاً في مرح:
- تفضل يا أخ عمير .... فاليوم هو يوم الطعام المنزلي الجيد حيث تأتي الفتيات به من منازلهن ليكون اليوم الوحيد في الاسبوع الذي يرحمنا الله فيه من المعلبات.
قالت إحدى الفتيات:
- نعم ... ولكنكم لا تقدمون لنا شيء أبداً.
ضحك شابٍ آخر قائلاً:
- كيف تقولين هذا نحن نقدم لكن الحماية... فلا يوجد أحد هنا يجرأ أن يتعرض لأيكن بسوء وإلا لقناه درساً لن ينساه.
تعالت ضحكات الشباب لتأييد هذا القول ثم انشغلوا جميعاً بالطعام أما عمير فقد كان يراقب الجميع.ثم نظر إلى حيث توجد ريم وأراد أن يسألها عمن من الشباب قد يساعده في التعامل مع دكتور جوزيف فهذا هو شغله الشاغل وربما شعرت ريم بذلك فاقتربت منه قائلة:
- ماذا بك؟!
- لا شيء ، قلتي أن من هؤلاء من تعامل مع دكتور جوزيف فهلا رشحتي لي أحد أتحدث معه؟!
- من الفتيان أم من الفتيات؟!!
عقد عمير حاجبيه قائلاً:
- من الفتيان طبعاً ...ما الداعي لهذا السؤال الغريب؟!
- لا تغضب ....لا تغضب ، كنت أمزح...
ثم أشارت إلى شاب يجلس بعيداً قليلاً عن تجمعهم :
- هذا جاسر ..لقد قدم نفسه إليك.
- نعم أذكر... من فلسطين.. صحيح؟
- نعم صحيح... هو شاب هاديء كما ترى وأحدث من تعامل مع دكتور جوزيف فقد كان تلميذه العام الماضي ، فهو يدرس بكلية العلوم أيضاً ولكنه يصغرك بعض الشيء فهو مازال في السنة الثانية واستطاع أن يتفوق على الجميع السنة الماضية وحصل على أفضل التقديرات خاصة في مادة الفيزياء التي يُدرسها دكتور جوزيف.
عادت إلى الفتيات فحمل طبقه واتجه إلى حيث يجلس هذا الشاب الذي ما أن شعر به حتى ابتسم له فبادله عمير الابتسامه قائلاً:
- هل تسمح لي بالجلوس معك؟!
- بالتأكيد هذا يسعدني.
جلس بجانبه قائلاً:
- قلت اسمك جاسر صحيح؟!
أومأ جاسر برأسه إيجاباً وقال:
- وأنت عمير.
ضحك عمير قائلاً:
- نعم هذا صحيح.... هل تسمح لي بسؤال؟!
- تفضل.
- هل أنت مغترب أم تعيش هنا؟!
- وما الفارق الذي قد يصنعه شيئاً كهذا؟
- أنا فقط أتبادل معك الحوار.
- لا لست مغترب أنا أعيش هنا منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري.
- حقاً وما الذي دفع والديك للهجرة إلى هنا؟
لم يتوقع عمير أن تكن هذه الكلمة لها هذا التأثير على جاسر فقط ارتسم على وجهه معالم الحزن الشديد مما أربك عمير :
- أسف... يبدو أنني خضت فيما ليس لي.
لم يعلق جاسر فقال عمير ليغير دفة الحديث:
- علمت أنك طالب بكلية العلوم..فماذا تدرس يا ترى؟!
صمت جاسر قليلاً ثم قال:
- علم الجولوجيا.
- مممم... علم الأرض... ولما اخترت هذا التخصص بالذات؟
صمت جاسر قليلا ثم قال بصوتٍ عميق:
- أنا من الناس الذين عرفوا معنى الأرض معنوياً ..... وأحببت أن أعرف قيمتها مادياً، فالأرض ليست مجرد طريق مستو نمشي عليه.. بل هي تعني الكثير ولكن للأسف... القليل يعرف ذلك.
ظل عمير ينظر إلى وجهه وشعر بكم الحزن الواضح من صوته إلا أنه لم يرد أن يخوض في ذلك فلقد شعر أن جاسر يريد الاحتفاظ بذلك لنفسه فقال:
- معك حق... أنت تعرف دكتور جوزيف إذاً.
ابتسم جاسر قائلاً في امتنان:
- بالتأكيد أعرفه... إنه لمن دواعي سروري أني كنت تلميذه فلقد تعلمت منه الكثير.
قال عمير مندهشاً:
- حقاً... غريب!!
- وما الغريب في ذلك؟!
- أنا أعاني منه كثيراً.
ضحك جاسر قائلاً:
- لأنك في البداية فقط .. أنا أيضا عانيت وتصورت أنه يكرهني رغم أنه مسلم من أصل عربي.
- هذا صحيح....هذا ما أردده أنا أيضاً.
تطلع إليه جاسر مبتسماً :
- لا تقلق سرعان ما تعرف أن كل هذا لمصلحتك وأن حرص دكتور جوزيف عليك لا مثيل له.
- كيف... إنه لا يعجب بأي شيء أفعله وكثيراً يردد أنه لا يقبل بأقل من ممتاز.
- هذا صحيح هو لا يقبل بأقل من ممتاز.
- ماذا يمكنني أن أفعل إذاً؟!
- كل ما عليك هو أن تفهم منطق دكتور جوزيف.
- ساعدني بالله عليك.
- دكتور جوزيف يكره أن يرى شخص مسلم غير متفوق.
ضاقت عين عميروأنصت لجاسر الذي قال:
- أنا مثلا عندما إلتقيت به كنت مهمل في دراستي بعض الشيء وشعر هو بذلك فبدأ يضايقني كثيراً بطلبات وأبحاث دون غيري من الزملاء وعندما نظرت حولي وجدت أنني المسلم الوحيد مما زاد حيرتي.. لمَ يفعل هذا معي؟! فتجرأت وذهبت إلى مكتبه لأسأله.
اتسعت عينا عمير قائلاً:
- تسأله.... عن ماذا؟!
- لمَ يسيء معاملتي؟!
- وماذا قال؟
إلتزم جاسر الصمت وهو يعود بذاكرته فهزه عمير قائلاً بترقب:
- ماذا قال؟!!
ابتسم جاسر قائلاً:
- جعلني لأول مرة أرى الامور بصورة مختلفه مما جعلني والحمد لله من المتفوقين.
- أكمل.
قالها عمير في لهفة، فأكمل جاسر:
- عندما دخلت له لأسأله نظر لي قليلاً ثم قال: أأنت مسلم؟!
قلت: بلى.
قال: ما هوهدفك في الحياة؟
لم أجب فمط شفتيه وقال: لا يمكن أن تجيب... تستيقظ كل يوم من نومك بلا هدف.
إلتزمت الصمت فقال: أتعلم أنك تدرس في دوله نسبة المسلمين فيها لا تتعدى ۸ر۲ بالمائة؟، وإن في هذه الدولة من يرى أن المسلمين لا يصلحوا لعمل أي شيء وأي نابغ فيهم ما هو إلا طفرة لن تتكرر؟، ألم تعلم أن المسلمون من الواجب عليهم أن يكونوا أفضل ممن حولهم من أصحاب الديانات الأخرى؟.... وإذا كنت تعلم كل هذا ومع ذلك لا هدف لك فبالتأكيد هناك خطأ كبير وأن لا أحب الاخطاء وإذا كنت لا تعلم فسأعلمك ... فلا يوجد طالب مسلم يدرس تحت إشرافي ولا يكون الافضل.. وعندما أقول الافضل أقصد ألا يكون هناك من هو أفضل منه... أتفهم؟
ظللت أحدق في وجهه لحظات ولأول مرة أراه بشكل مختلف... رأيته أب يقسوا على أولاده ليكونوا الافضل أو أستاذ يؤنب طلابه ليكونوا الاحسن.. ومنذ ذلك الحين قررت أن أكون الافضل... وأنت أيضاً إذا استوعبت هذا المنطق ستكون الافضل... ومهما قسى عليك دكتور جوزيف ستتقبل ذلك بصدرٍ رحب.
أنهى جاسر كلماته التي استمع لها عمير جيداً فردد:
- ولما القسوة لما ليس أسلوب آخر؟!
- بعد الذي سمعته منه لم أهتم بإلقاء هذا السؤال رغم أنه طرق ذهني.
ابتسم عمير قائلاً:
- على كل حال أشكرك كثيراً، فلقد أفادني الحوار معك كثيراً.... ويسعدني أن نلتقي ثانية.
- مادمت ستأتي هنا كل أسبوع مثلما يفعل الجميع ...إن شاء الله سنلتقي ثانية.

يتبع