وجوب احترام القرآن وصيانته
وجوب احترام القرآن وصيانته قال النووي - رحمه الله - : أجمع العلماءعلى وجوب صيانة المصحف واحترامه . ولا ينبغي للمسلم أن يقع في المبالغة في هذا الاحترام حتى يصل به الأمر إلى الغلو فقد بالغ أقوام في هذا الباب وسلكوا طرقاً هي غاية في التكلف ، كما روي عن بعضهم أنه قال : " ما دخلتُ بيتا منذ ثلاثين سنة وفيه مصحف إلا وأنا على وضوء " ! وكان بعضهم إذا كان في بيت فيه المصحف لم ينم تلك الليلة ، مخافة أن يخرج منه ريح في بيت فيه مصحف ! وفي هذه الأفعال مخالفة واضحة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، وقد كانوا يقيمون في غرف صغيرة ضيقة ، ولم يكن يمنعهم هذا من النوم في بيوتهم ، وجماع أهلهم ، وبقائهم من غير وضوء لفترة ، مع وجود صحفٍ من المصحف في بيوتهم ، وعندما جُمع القرآن كان في بيوت كثيرين منهم . ولم يكن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا مساجد الصحابة فيها رفوف توضع عليها أوراق المصاحف ، وأوراق العلم لذا فإن العبرة بالفعل هل يعدُّ امتهاناً أم لا ، ووضعه على أرضٍ طاهرة لمن احتاج لذلك – كمن يريد سجود التلاوة – لا حرج فيها إن شاء الله. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ومن النصيحة لكتاب الله عز وجل : أن لا تضعه في موضع يمتهن فيه ، ويكون وضعه فيه امتهاناً له ، كمحل القاذورات ، وما أشبه ذلك ولهذا يجب الحذر مما يصنعه بعض طلاب المدارس إذا انتهوا من الدروس في مدارسهم ، ألقوا مقرراتهم والتي من بينها الأجزاء من المصحف في الطرقات أو في الزبالة أو ما أشبه ذلك ، والعياذ بالله . وأما وضع المصحف على الأرض الطاهرة الطيبة : فإن هذا لابأس به ، ولا حرج فيه؛ لأن هذا ليس فيه امتهان للقرآن ، ولا إهانة له ، وهو يقع كثيراً من الناس إذا كان يصلي ويقرأ من المصحف وأراد السجود يضعه بين يديه : فهذا لا يعدُّ امتهانا ، ولا إهانة للمصحف ، فلا بأس به) شرح رياض الصالحين( وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين ما حكم وضع المصحف على الأرض الطاهرة أو السجادة ؟ فأجاب : الأوْلى أن يوضع علىمكان مرتفع حتى يتحقق رفعه حسّاً ومعنى ، قال الله تعالى : ( مرفوعة مطهرة ) فإذا احتجتَ إلى وضعه : فضعْه على مكان مرتفع ولو قليلاً ، فإذا لم يتيسر : جاز وضعه على الأرض على فراشٍ طاهرٍ ، ونحوه، وينزَّه المصحف بأن يوضع على مكان منخفض أو على مكان متنجس أو على التراب ؛ لما فيه من الاحتقار له ، وإذا احتيج إلى وضعه على فراش طاهر : فلا بأس بذلك ، مع الحرصعلى رفعه حسّاً ومعنى . وعليه : فإذا كانت السجادة طاهرة ، وبعيدة عن أن يُعبث بالمصحف من الأطفال وغيرهم : فلا حرج في وضع المصحف عليه ، ووضعه في مكان مرتفعٍ أولى ووضع المصحف في محل مرتفع عن الأرض ، كحامل ، أو في حُجر القارئ ، أو على رف ، أوشبه ذلك وجه من أوجه تعظيم المصحف مما له أصل في النصوص وفي فعل السلف وذكر بعض العلماء : أن لا يضع فوق المصحف كتابا أو شيئا ، إلا أن تكون مصاحف فوق بعضها فلا بأس أما وضع المصحف على الأرض إن كان استخفاف فقد صرح بعض أهل العلم بكفر فاعله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
جزاااك الله كل خييير
والله يجعله في مواازيين حسناااتك |
الساعة الآن 12:25 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.